87ومع اتفاق كلّ المصادر على أنّ عثمان بن مظعون حرّم على نفسه الخمر في الجاهلية، فقد أخرج ابن المنذر، عن سعيد ابن جبير قال: لمّا نزلت:
« يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس. . .» شربها قوم لقوله: «منافع للناس» ، وتركها قوم لقوله: «إثم كبير» ، منهم: عثمان بن مظعون. . . وهذا افتراء صريح على هذا الصحابي الجليل، فإنه متىٰ شربها حتّى تركها 1؟ .
وهذا - أيضاً - يدلّ على أنّ أول آية في الخمر - وهي:
« يسألونك عن الخمر والميسر. . .» - نزلت في حياة عثمان، وهي دالّة على التحريم في نظر الشيعة.
التسمية بعثمان:
ولسموّ مرتبة عثمان بن مظعون وقربه من اللّٰه - تعالى - ونبيّه صلى الله عليه و آله و سلم، ومكانته العالية في قلوب المؤمنين، سمّى الكثير من الأولياء والصلحاء أولادهم ب (عثمان) ؛ لشدّة تعلّقهم بعثمان بن مظعون ومحبتهم له وإحياءً لذكراه.
ذكر الثقفي في تاريخه، عن هبيرة بن مريم، قال: كنّا جلوساً عند علي عليه السلام، فدعا ابنه عثمان، فقال له:
يا عثمان، ثمّ قال: إني لم اسمّه باسم عثمان. . . ، إنّما سمّيته باسم عثمان بن مظعون 2.
وفي زيارة الناحية المقدسة:
السلام على عثمان ابن أمير المؤمنين سميّ عثمان بن مظعون 3.
وروي - أيضاً - عن عليّ عليه السلام أنّه قال: إنّما سمّيته باسم أخي عثمان بن مظعون 4.
اُسرته:
أمّه: سُخيلة بنت العنبس بن وهبان - أهبان - بن وهب بن حذافة بن جمح.
وإخوته: عبد اللّٰه بن مظعون، توفي سنة 30 ه، وقدامة بن مظعون، مات سنة 36 ه.
وأولاده: السائب، وعبد الرحمن، أمّهما خولة بنت حكيم.
وزوجته: خولة بنت حكيم بن أمية بن حارثة الأوقص السُّلميّة، ويقال لها: خُوَيلَة.
وهي الّتي قالت لرسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم بعد وفاة خديجة: يا رسول اللّٰه، ألا تتزوّج؟ قال: مَن؟ قالت:
إن شئت بكراً، وإن شئت ثيباً، قال:
فمن البكر؟ قالت: بنت أبي بكر، قال:
ومَن الثيّب؟ قالت: سودة بنت زمعة،