72ولا ينافيه ما تقدم في الكلام على الحمل من أن شعب أبي طالب وهو من جملة بني هاشم كان عند الحجون لانه يجوز أن يكون أبو طالب انفرد عنهم بذلك الشعب واللّٰه أعلم 1. انتهى.
يتّضح من هذه الرواية التاريخية أن «شعب أبي طالب» لم يكن في منطقة الحجون، بل قرب المسجد الحرام وإلى جانب جبل الصفا وفي مكان فيه دار محمد بن يوسف. . . ولا يوجد هنالك دليل يثبت هذا الاحتمال بأن شعب أبي طالب كان في منطقة الحجون، وربما يفهم من كلمة «واللّٰه أعلم» التي أوردها الحلبي أنه لم يكن متأكداً من صحة ما نقله.
وذكر المسعودي (م 345 ه) :
وكان مولده عليه الصلوة والسلام لثمان خلون من ربيع الأول من هذه السنة بمكة، في دار ابن يوسف، ثم بعد ذلك بنتها الخيزران أم الهادي والرشيد مسجداً 2.
وذكر في موضع آخر:
وفي سنة ست وأربعين كان حصار قريش للنبي صلى الله عليه و آله و سلم وبني هاشم وبني عبد المطلب في الشعب 3.
ونقل ابن الأثير (م 630 ه) عن ابن اسحاق بأن رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم وُلد يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة مضت من ربيع الاوّل، وكان مولده بالدار التي تُعرف بدار ابن يوسف، قيل: ان رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم وهبها عَقِيل بن أبي طالب ، فلم تزل في يده حتى توفى، فباعها ولده من محمد بن يوسف أخي الحجاج، فبنى داره التي يقال لها: دار ابن يوسف وأدخل ذلك البيت في الدار حتى أخرجته الخيزران فجعلته مسجداً يصلّى فيه 4.
وذكر الطبري (م 310 ه) في تاريخه نحوه 5.
وقال الفاسي المكي في ذكر المواضع المباركة بمكة المشرَّفة المعروفة بالمواليد: فمنها المولد الذي يقال له، مولد النبي صلى الله عليه و آله و سلم بالموضع الذي يقال له سوق الليل، وهو مشهورٌ عند اهل مكة. وذكر الازرقي أنّ عقيل بن أبي طالب أخذها لما هاجر النبي صلى الله عليه و آله و سلم الىٰ المدينة، ولم يزل بيده ويد أولاده حتى باعه بعضهم من محمد بن يوسف أخي الحجاج بن يوسف الثقفي، فأدخله في داره التي يقال لها دار البيضاء، ولم يزل هذا البيت في هذه الدار حتى حجّت الخيزران أم الخليفتين موسى وهارون، فجعلته مسجداً يصلّى فيه، وأخرجته من الدار وشرعته الىٰ الزقاق الذي في أصل تلك الدار، انتهى 6.
وجاء في كتاب التاريخ القويم لمكة وبيت اللّٰه الكريم:
كانت ولادة النبي صلى الله عليه و آله و سلم لمكة في دار أبي طالب، بشعب بني هاشم بقرب المسجد الحرام ويسمّى الآن بشعب علي أي علي بن أبي طالب ولا زال محل ولادته صلى الله عليه و آله و سلم معروفاً الىٰ اليوم 7.
وقد ذكر اكثر المؤرّخين ان ولادة النبي صلى الله عليه و آله و سلم كانت في شعب أبي طالب، أو في دار قرب الصفا، أو في الدار المعروفة بدار ابن يوسف وهي ثلاثة اسماء لمكان واحد 8.
وورد في كتاب سيرة ساكن الحجاز:
وكان مولده صلى الله عليه و آله و سلم بالشِّعب وهو شعب بني هاشم (مكان معروف عند أهل مكة يخرجون إليه في كل عام يحتفلون بذلك أكثر من احتفالهم يوم العيد إلى يومنا هذا، في الدار التي كانت لمحمد بن يوسف أخي الحجاج) 9.