69
بتفريقهم من بعد وُدّ واُلْفَةٍ
وقال العلامة المجلسي قدس سره:
والشعب بالكسر: ما انفرج بين جبلين، وشعب أبي طالب معروف بمكّة وهو الموضع الذي كان فيه رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم وأبو طالب وساير بني هاشم عند اخراج قريش اياهم من بينهم. وكتب الكتاب بينهم في مهاجرتهم ومعاندتهم.
ثم يقول في ذيل كلمة الكليني رحمه الله: « في دار محمد بن يوسف» : المشهور في السّير ان هذه الدار كانت للنّبي صلى الله عليه و آله و سلم بالميراث، ووهبها عقيل بن أبي طالب، ثم باعها أولاد عقيل بعد أبيهم محمد بن يوسف أخا الحجاج فاشتهرت بدار محمد بن يوسف فأدخلها محمد في قصره الذي يسمونه بالبيضاء ثم بعد انقضاء دولة بني امية حجّت خيزران اُمّ الهادي والرّشيد من خلفاء بني العباس فأفرزها عن القصر وجعلها مسجداً. - والقصوى مؤنث أقصى أي الأبعد - والمكان بهذا الوصف موجود الآن يزوره الناس 2.
الدّار التي ولد فيها النبي صلى الله عليه و آله و سلم:
معرفة الموضع الذي ولد فيه النبي صلى الله عليه و آله و سلم والديار التي كان يسكنها بنو هاشم في مكة يساعدنا على أن نعرف شعب أبي طالب.
قال الازرقي:
مولد النبي صلى الله عليه و آله و سلم أي البيت الذي ولد فيه النبي صلى الله عليه و آله و سلم وهو في دار محمد بن يوسف أخي الحجاج بن يوسف، كان عقيل بن أبي طالب أخذه حين هاجر النبي صلى الله عليه و آله و سلم وفيه وفي غيره يقول رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم عام حجة الوداع حين قيل له أين ننزل يا رسول اللّٰه؟ وهل ترك لنا عقيل من ظل؟ فلم يزل بيده وبيد ولده حتى باعه ولده من محمد بن يوسف فأدخله في داره التي يقال لها البيضاء وتعرف اليوم بابن يوسف، فلم يزل ذلك البيت في الدار حتّى حجّت الخيزران امّ الخليفتين موسى وهارون فجعلته مسجداً يصلى فيه وأخرجته من الدار وأشرعته في الزقاق الذي في اصل تلك الدّار يقال له: زقاق المولد 3، وهذا الشعب يُعرف اليوم بشعب بني هاشم وشعب علي ويتّصل بالسّوق المسمّىٰ بسوق الليل 4.
وذكر الفاكهي (م 272، 279 ه. ق) :
ودار ابن يوسف لأبي طالب، والحق الذي يليه بعضُ دارِ ابن يوسف من مولد النبي صلى الله عليه و آله و سلم وهو الشعب الذي حاصرت فيه قُرَيشٌ بني هاشم، ورسول اللّٰه مَعَهُم في الشِّعب 5.