70ثم اشار محقق هذا الكتاب في هامشه بانّ هذا الشعب يعرف اليوم ب «شِعْب علي» 1.
ثم قال الفاكهي بشأن دار أبي يوسف ما يلي:
وقال بعضُ الناس: اِنّ دارَ ابن يوسفَ كانت لعبدِ المطلب، فأمر الحجاجُ أخاه محمد بن يوسف فاشتراها بمائة درهم، فدفعها الحجاجُ إليه، وأمر أخاه محمداً أن يبنيها، فبناها وكلاءُ محمد، فقال الناس: الدار لمحمد بن يوسف، فلما ولى الوليد بن عبد الملك 2استعملَ خالداً، بن يوسف بن محمد بن يوسف على مكة، فادّعى أنها لأبيه، فخاصمه الحجاج بن عبد الملك بن الحجاج بن يوسف، فنظروا في الدواوين فوجدوا النفقةَ والثمَنَ من الحجاج، وكان الحجاج قد جعل الدارَ الخارجةَ وقفاً على وُلْدِ الحكم بن أبي عقيل، والوُسْطى على ولد محمد بن يوسف، والداخلةَ عَلى وَلَدِ الحجّاج. وذكر بعض أهل مكة أن محمد بن يوسف كان أودع عطاء بن أبي رباح المالَ الذي بناها به ثلاثين ألف دينار ، فلمّا أراد وكلاؤه قبضَها، دعا النّاسَ ليشهدوا على قبضها منه، فقال سفيان بن عيينة: قال عمرو بندينار: فكنت فيمن دُعي ليَشْهد، فكانت رؤيتُها أحبَّ اِلَىَّ مِنْ دِرْهَمَين. ثم صارت هذه الدّارُ بعد ذلك لولد عبد الملك بن صالح. ثم صارت اليوم لأبي سهل محمد بن أحمد بن سهل.
الشاعر يذكر دار ابن يوسف هذه:
وموعِدُها دارُ ابن يوسفَ غُدْوةً
كذا الْخَوخَةُ القُصْوى المُغَلَّقُ بابُها
ويقال: اِنّ النبي صلى الله عليه و آله و سلم وهب حقّه من هذه الدار، والشِّعْبَ لعقيل بن أبي طالب وكان رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم سَخيّاً حَليماً سَمْحاً كريماً 3.
وقال الفاكهي في موضع آخر:
وفي دار ابن يوسف بئرٌ جاهليةٌ، حفرها عقيلُ ابن أبي طالب فلم تزل هذه الدار حتى باعها ولدُه من محمد بن يوسف، وفي هذه الدار 4البيتُ الذي وُلِد رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم وقد اتُّخِذَ مصلّىً يُصَلّى فيه، والذي يليه حق العباس بن عبد المطلب رضى الله عنه حتى دار خالصة مولاة الخَيْزَران، ثم حق المقوّم بن عبد المطلب، وهي دارُ طلوب مولاة زبيدة، ثم حق أبي لهب بن عبد المطلب وهي دار أبي يزيد اللهبي وفيها كان يسكُن الفضلُ بن العباس 5.
قال الكليني البغدادي (م 329 ه) قدس سره في ذكر مولد النبي صلى الله عليه و آله و سلم:
ولد النبي صلى الله عليه و آله و سلم لاثنتي عشرة ليلة مضت من شهر ربيع الاوّل في عام الفيل يوم الجمعة مع الزّوال وروى ايضاً عند طلوع الفجر قبل أن يبعث، باربعين سنة وحملت به اُمّه في ايّام التشريق عند الجمرة الوسطى 6وكانت في منزل عبد اللّٰه بن عبد المطلب وولدته في شعب أبي طالب في دار محمد بن يوسف 7في الزاوية القصوى عن يسارك وأنت داخل الدار، وقد أخرجت الخيزران ذلك البيت فصيّرته مسجداً، يصلّي الناس فيه 8.
وذكر أيضاً في مكان آخر من انّه: وماتت خديجة عليها السلام حين خرج رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم من الشِّعب.
وجاء في اتحاف الورى باخبار امّ القرى:
وكان الحَمْلُ برسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم في شِعب أبي طالب في ليلة الجمعة من شهر رجب وقيل في ايّام التشريق 9.
وذكر السيد الأمين في اعيان الشيعة: