42منها:
(أ) الاختلاف في تقدير الذراع المستعمل في العدّ، فإنّه على ثلاثة أوجه:
الأوّل: ذراع اليد الذي هو مختلف بين عدّه (52 سم) أو (50 سم) أو (48 سم) وذلك: لأن الذراع - كما ذكر أهل اللغة (كمجمع البحرين) - « من المرفق الىٰ أطراف الأصابع، والذراع ست قبضات، والقبضة أربع أصابع» وبما أن الأصبع يختلف قدره من شخص الىٰ شخص في الإنسان المتعارف، فبذلك يختلف العدّ بين الأرقام الثلاثة المتقدّمة.
الثّاني: الذراع الحديدي يساوي (58 سم تقريباً) .
الثّالث: الذراع المعماري الذي يساوي (75 سم تقريباً) .
(ب) الاختلاف في تقدير الميل بالذراع، فقد قُدر الميل بالنسبة لذراع اليد بتقديرات مختلفة.
الأوّل: 2000 ذراع يد.
3500 ذراع يد.
4000 ذراع يد.
6000 ذراع يد 1.
ولهذا الاختلاف في تقدير الميل بالذراع يفهم الاختلاف في تقدير المسافة بالأميال، ومنه يفهم اختلاف تقدير المسافة بالفرسخ أو الكيلومتر.
(ج) أضف الىٰ ذلك الاختلاف في مبدإ العدّ، فإن مبدأ العدِّ قد يكون باب المسجد، كما قد يكون سور مكة.
(د) الاختلاف في تقدير الطريق المعدود الذي يختلف باختلاف الانحناءات في أزمان مختلفة، فقد يكون طريق فيه تعرجات كثيرة يستوجب كثرة المسافة المطوية في زمان، وفي زمان آخر يتبدل الطريق بإزالة هذه التعرجات أو اختصارها بما يستوجب قلة المسافة.
3 - جواب التشكيك من ناحية تعيين موضع التنعيم بالوصف:
فان الموضع الحالي للتنعيم هو بين مكة وسَرِف (الذي فيه قبر أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث زوجة رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم، وحينئذٍ يمكن أن تكون العبارات القائلة: بأن التنعيم وراء قبر ميمونة بثلاثة أميال متفقة مع الوصف الأولي، إلا أن الوصف الأولي يكون للموضع لمن كان في مكة وأراد السير إلى الموضع، أمّا الوصف الثاني فهو ناظر إلى الموضع لمن كان خارج مكّة أو بعيداً عنها، فالموضع هو نفسه بين مكة والقبر لمن أراد الإتيان إليه من مكة، وهو بعد القبر لمن أراد الوصول إليه، وهو خارج مكة، واللّٰه تعالى هو العالم بحقائق الأمور.
ولعلّ مما يحسم الخلاف والتشكيك ما وجدته في خريطة مكة