35بيعة الرضوان» التي نزل فيها القرآن:
« لقد رضي اللّٰه عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة. . .» 1.
وقال الخطابي في أماليه: سُميت بالحديبية لشجرة حدباء كانت في ذلك الموضع، وبين الحديبية ومكة مرحلة:
« وفي الحديث: إنها بئر» وبعض الحديبية في الحِل وبعضها في الحرم وهو أبعد الحلّ من البيت. . . وعند مالك بن أنس انها جميعها من الحرم 2.
ضبط الكلمة:
فقد استعملت الياء المثناة المفتوحة بالتخفيف والتشديد، وفي كشف اللثام، قال السهيلي:
« والتخفيف أعرف عند أهل العربية، وقال أحمد بن يحيى: لا يجوز فيها غيرُه وكذا عن الشافعي» . وقال أبو جعفر النحاس: « سألت كل من لقيت ممن أثق بعلميته من أهل العربية عن الحديبية فلم يختلفوا على أنها مخففة.
وقيل: إن التثقيل لم يُسمع من فصيح» 3.
وقال في الحدائق الناضرة:
« قال ابن ادريس في السرائر:
الحديبية اسم بئر خارج الحرم يقال:
الحديبية بالتخفيف والتثقيل، وسألت ابن العطار النوهي، فقال: أهل اللغة يقولونها بالتخفيف وأصحاب الحديث يقولونها بالتشديد، وخطّه عندي بذلك، وكان إمام اللغة ببغداد» 4.
وفي تهذيب الأسماء عن مطالع الأنوار: « ضبطناها بالتخفيف عن المتقنين وأما عامة الفقهاء والمحدثين فيشددونها» 5.
وتعرف منطقة الحديبية - اليوم ب «الشميسي» بالتصغير، وتقع غربي مكة المكرمة في الحِل على طريق مكة - جدة القديم، بينها وبين علمي الحرم المكي مسافة قليلة، وبين العلمين ومكة حوالي اثنين وعشرين كيلو متراً.
2 - الجعرانة:
ضبطها « بكسر الجيم وإسكان العين المهملة وتشديد الراء المهملة المفتوحة» كما عن الجمهرة. وعن الأصمعي والشافعي: « بكسر الجيم وإسكان العين وتخفيف الراء. قيل العراقيون يثقلونه والحجازيون يخففونه» وحكي عن ابن ادريس:
بفتح الجيم وكسر العين وتشديد الراء أيضاً، فالراء فيها تخفف وتشدّد لاستعمالين موثقين.
وهي موضع بين مكّة والطائف