180تبارك وتعالى - قد جعل قوانين لتطور المجتمعات. وأن الفئة التي تتمكن من اكتشاف هذه القوانين وفهمها وتسخيرها يمكنها النصر. وهكذا يمكننا تفسير هزيمة المسلمين في أحد مع أنهم كانوا بقيادة النبي صلى الله عليه و آله و سلم، وكذلك يمكننا تفسير هزيمة الهنود الحمر أمام جلاديهم ومغتصبي بلادهم.
2 - تحديد الشيطان: المؤمنون يحاربون الشيطان. ونحن كمؤمنين نستعيذ اللّٰه من الشيطان الرجيم يومياً.
مَن هو الشيطان؟ هل هو وهم أم واقع؟ علماً أن اللّٰه قد أعلمنا أن الشيطان يمكن أن يكون إنساناً أو مجموعة من الناس أو نظاماً إنسانياً، كما أن الشيطان يمكن أن يكون من الجان. فإذا كان الشيطان من الجن فما علينا إلا أن نستعيذ باللّٰه منه لأنه من الغيب، الذي لا يمكننا رؤيته. وإن كان من الإنس فما علينا إلا تحديده ومحاربته. ومحاربته بالنسبة للمؤمنين أمر واجب ومستمر. لذلك رأينا الرسول الأعظم قد حدّد الشيطان للمسلمين عندما أعلن أن المعركة مع قريش: رأس الكفر. علماً أن الكثير من القبائل العربية كانت لا تزال على الشرك. ولكن معرفة الرسول بالعلاقات القائمة في الجزيرة العربية دفعته لمحاربة قريش إذ إن الانتصار عليها يعني تفكيك أو بالأخرى تدمير جميع أو معظم العلاقات الشركية القائمة في الجزيرة العربية. وتحديد الرسول كان موفقاً لأنه بعد الانتصار على قريش (فتح مكة) رأينا جميع القبائل تأتي إلى الرسول تُعلن إسلامها من دون قتال.
ولا بأس هنا من الإشارة إلى أن تحديد الإمام الخميني للشيطان الأكبر كان تأسياً برسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم.
وهذا لم يحصل في التاريخ الحديث إلا على يدي الإمام رحمه الله. ولا ضرورة للإشارة إلى أننا لا نزال خاضعين لهذا التحديد. لأن عقدة العلاقات الشركية على الصعيد العالمي هي بيد أمريكا، وعقدة هذه العلاقات الشيطانية في منطقتنا هي بيد إسرائيل. فشياطيننا هي أمريكا وإسرائيل كما سبق تحديدهما من قبل الإمام الخميني رحمه الله.
3 - تحديد الأولويات في العمل: يقول رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم:
«أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لاإله إلا اللّٰه وأن محمداً رسولاللّٰه» .
ومع هذا رأينا أن رسول اللّٰه لم يقاتل اليهود في المدينة بل كتب عهداً معهم ولم يقاتل بني وائل وغيرهم مع أنهم كانوا على الشرك، بل آثر قتال قريش، لأن تحديد الأولويات في