155وبالقرب من الدار يلتوي شعب ابن يوسف، وهو ما نسمّيه اليوم شعب عليّ، وفيه دور عبد المطلب بن هاشم، ودور أخرى لأبي طالب، وأخرىٰ للعباس بن عبد المطلب، وإذا عدنا إلىٰ استقامتنا في شارعنا العام يصافحنا دار العاص في فوهة شعب بني عامر، ثم يلتوي شعب بني عامر في دروب متعددة تقوم عليها دور لبني بكر، وأخرىٰ لبني عبد المطلب بن عبد المناف، ونستقيم مرة أخرىٰ في شارعنا العام فيواجهنا ردم آل عبد اللّٰه، وكانوا يعارضون به مجرى السيل ويسمونه الردم، وعنده يقف الحمارون، ونمضي قليلاً إلى المعلاة لنجد الجزّارين عن يميننا في شعب أبي دب، ثم مكان المقابر وهي بعد حدود شعب عامر، ثم بعض بساتين تنتهي منها إلى شعبة الجن، ثم ثنية الحجون، ثم بساتين أخرىٰ نصل بعدها إلى شعب الصفي وهو ما نسميه اليوم المعابدة، وفيه دور لبني كنانة وآل عتبة بن أبي معيط، ودور لربيعة من بني عبد شمس.
وإذا بدأنا خطّاً آخر من باب بني شيبة، متوجّهين إلى الشمال الشرقي في المسعى صادفتنا دورٌ لبني عدي، قائمة بين باب بني شيبة ورواق باب السلام، وفي المسعى يتوجّه درب إلى يميننا كانوا يسمونه الخرامية، وكان فيه مكان للبانين، وفيه سقيفة، ودار الحكم بن حزام، ودور تتخللها عرصات لبني سهم، ويمضي بنا الدرب إلى بيت خديجة، حتى يخرج إلىٰ مكان المدعى اليوم.
وإلىٰ يسارنا - ونحن في المسعى - طريق الساعين إلى المروة، وفي المروة دور لآل عتبة بن فرقد، ودار كبيرة لآل ياسر، في واجهتها الحجامون والحلاقون، وإذا مضينا في المسعى مصعدين في طريق المدعى انتهينا إلىٰ رحبة واسعة، كانت تحط فيها عير الحنطة والسمن والعسل والحبوب؛ لتباع فيها، وهي ما نسميها اليوم المحناطة، وفيها دور لبني عبد الشمس، ودار أبي سفيان وهي في مكان «القبان» اليوم، وقد أشار النبيُّ صلى الله عليه و آله و سلم إليها عندما قال يوم الفتح: « مَن دخل دار أبي سفيان كان آمناً» ثم دور لأولاد العباس تصل إلى قريب من المدعى، ثم دور لأولاد الحارث، ثم طريق إلى يسارنا يمضي إلى جبل الديلم، وهو يشرف على القرارة اليوم. ثم نمضي في استقامتنا إلى طريق المعلاة لنمرّ على دور لبني غزوان، وأخرى لأولاد الحارث بن عبد المطلب.
ونبدأ خطاً ثالثاً من باب بني شيبة متوجهين غرباً إلى دار الندوة؛ لنجد البيوت تتكاثف قبل الرواق، إلى جانبها دار لشيبة بن عثمان، ودار لخزانة الكعبة، ودار لصاحب البريد، ودار لبيت المال، ودار للخطاب بن نفيل، ثم نصعد شمالاً إلى جهة الرواق، الذي فيه باب الزيادة، إلى باب الدريبة، فتصادفنا دور لبني خزاعة، بينها زقاق الحذائين، نسلك منه إلى سويقة، ثم ننعطف منه إلى المروة، ومن جهة أخرىٰ دور لآل زرارة من تميم، ثم يمضي بنا الشعب إلى قعيقعان في مداخل ما نسميه الشامية - اليوم - فإذا توجهت إلى يمينك توجه بك درب إلى ناحية الديلم، بالقرب من القرارة - اليوم -، ثم تصعد إذا شئت على تلال في مكان الفلق كانوا يصعدونها؛ لينزلوا منها إلى مكان سوق المعلاة - اليوم - ولم يفلق هذا الطريق إلا ابن الزبير في عصره.
وإذا أردنا أن ننتقل من شقّ مكة الأعلىٰ إلى شقها الأسفل، تعيّن علينا أن نجعل نقطة ابتداء تخطيطنا ما بعد صحن المسجد أمام باب أجياد، متوجهين إلى الشرق ثم إلى الجنوب الشرقي.