80ويروي ابن أبي شيبة عن أبي إسحق أنه قال: سألت عبدالله بن شداد عن الحج الأكبر فأجاب: يوم عيد الأضحي، والحج الأصغر العمرة (41) .
ويقول سيّد قطب في تفسيره، في ظلال القرآن:
". . . . ويوم الحج الأكبر اختلفت الروايات في تحديده: أهو يوم عرفة أم يوم النحر؟ والأصح أنه يوم النحر" (42) .
ويقول ابن كثير في تفسيره: "يوم الحج الأكبر يوم عيد الأضحي وهو أفضل أيام إقامة مناسك الحج وأكبرها" (43) . وهذه عقيدة صاحب تفسير المراغي أيضاً حيث يقول:
"يوم الحج الأكبر يوم النحر الذي فيه تنهي فرائض الحج، ويجتمع الحجاج لاتمام مناسكهم وسنتهم في مني" (44) .
ويقول محمد رشيد رضا في المنار ضمن تفضيله: إنّ الحج الأكبر يوم عيد الأضحي [اليوم الذي] تنهي فيه مناسك الحج (45) .
وبعد أن يورد الطبري أقوالاً مختلفة عن الحج الأكبر يقول: أفضلها وأصحها عندنا قول من يقول: يوم الحج الأكبر يوم النحر. وذلك لوجود أخبار كثيرة عن جماعة من صحابة رسول الله (صلّي الله عليه وآله وسلم) تقول: إن علي بن أبي طالب قرأ آيات البراءة في يوم عيد الأضحي. وبالاضافة إليها، ذكرنا روايات عديدة عن رسول الله (صلّي الله عليه وآله وسلم) تقول: "يوم عيد الأضحي يوم الحج الأكبر". ثم يقول تأييداً لهذا الحديث: تكتسب "يوم" معناها في مثل هذه العبارات مما تضاف إليه، فحينما يقول الناس "يوم عرفة " فالمراد هو اليوم الذي يقفون في عرفات. و"يوم الأضحي" اليوم الذي يضحون فيه، و"يوم الفطر" اليوم الذي يفطر الناس فيه. وكذلك "يوم الحج" اليوم الذي يوءَدون فيه الحج. فالناس ينهون مناسكهم في يوم عيد الأضحي وينتهي حجهم وأخيراً فإن انتهاء الحجّ يوم عيد الأضحي (46) .
وورد في رواية أخري: أن الرسول (صلّي الله عليه وآله وسلم) كان علي ناقة حمراء فقال: " أتدرون أيّ يوم يومكم؟ قالوا: يوم النحر، فقال: صدقتم، يوم الحج الأكبر" (47) .
ويقول أبو بشر: اختصم علي بن عبدالله بن العباس مع رجل من آل شيبة في يوم الحج الأكبر، وكان علي بن عبدالله يقول: إنه يوم عيد الأضحي، والثاني يقول: يوم عرفة، فأَرسل شخصٌ إلي سعيد بن جبير وسأله فقال: يوم عيد الأضحي (48) . . . .
وكانت قراءة علي (عليه السلام) لآيات البراءة في مني، وفي يوم عيد الأضحي.