76
    
يومُ الحجِّ الأكبر 
  
  
    تأليف: علي قاضي عسكر 
  
  
    يصادف "يوم عرفة" من أيام الحج في بعض السنين "يوم الجُمعة". 
  
  
    وتعرف تلك السنة بين الحجّاج - ولا سيما أهل السّنة - ب- "الحج الأكبر"، وقد دعاني هذا الأمر، للبحث في الآيات والروايات وفي التاريخ - أيضاً - عن ماضيه وحقيقته، وما سأورده هو نتيجة دراسة، وإن كانت مختصرة، غير أني آمل أن تكتمل بما يُبديه الباحثون والعلماءُ من آراء حول ذلك. 
  
  
    يقول - الله تعالي - في القرآن الكريم: 
  
  
    وأذانٌ مِن اللهِ ورَسولِه إلي النّاس يومَ الحجّ الأكبرِ أنَّ الله بريءٌ مِنَ المشركينَ ورسولُه (1) . 
  وقد اختلف أَهلُ الحديث والتفسير القدماء والجدد حول يوم الحج الأكبر، أَيّ يوم هو؟ واعتقد بعضهم: 
  1- أَن المراد مَن الحج الأكبر يومُ عرفة، فقد روي عن ابن عباس وطاوس وعمر وعثمان ومجاهد وعطاء، وسعيد بن المسيب وابن الزبير وأبي حنيفة والشافعي: أن يوم عرفة هو يوم الحج الأكبر (2) . 
  ويقول عطاء: "الحج الأكبر الذي فيه الوقوف بعرفة، والأصغر العمرة"(3) . 
  وروي اسماعيل القاضي ي حديث لمخرمة عن رسول الله (صلّي الله عليه وآله وسلم) انه قال: "يوم الحج الأكبر يوم عرفة"(4) . 
  وروي ابن أبي حاتم وابن مردويه عن مسور بن مخرمة أنه قال: خطب رسول الله (صلّي الله عليه وآله وسلم) عشيّة عرفة، فقال: أما بعد فإن هذا يوم الحج الأكبر"(5) . 
  وروي ابن سعد وابن أبي شيبة، وابن جرير وابن أبي حاتم، وأبو الشيخ عن عمر بن الخطاب انه قال: "الحج الأكبر يوم عرفة"(6) . 
  وأورد جرير روايةً أُخري عن أبي الصهبا البكري: أن عليَّ بن أبي طالب (عليه السلام) سُئل عن الحج الأكبر فقال: يوم عرفة (7) . 
  وروي أبو الشيخ عن ابن عباس أيضاً قولَه: إنّ يوم عرفة يومُ الحج الأكبر، وهذا اليوم يوم المباهاة. واليوم الذي افتخر فيه الله بأهل الأرض أمامَ ملائكة السماء وقال: 
  "جاءوني شعثاً غبراً آمنوا بي ولم يروني وعزتي لاغفرن لهم"(8) . 
  ويستدلّ بعض الذين يقبلون هذا القول بالحديث المعروف "الحج عرفة " ويقولون: