77لما كان الوقوف في عرفة من أكبر أعمال الحج، ومَن أَدركه أدرك الحج، ومَن لم يُدركه فحجّه باطل، فقد سمّي يومُ عرفة يومَ الحج الأكبر (9) .
2- وتري فئة أُخري، أن يوم الحجّ الأكبر أيام الحجّ كلّها، وتعتقد بأنه كما يقال ل- "وقعة الجمل" و "حرب صفين" و "حرب بعاث" رغم أنّها استمرت أياماً طويلة "يوم صفين" و "يوم الجمل" و "يوم بعاث" ومرادهم من "يوم" مدة الحرب كلّها، فالمراد هنا من "يوم الحج الأكبر" أيام الحج كلها أيضاً (10) .
ويقول الشيخ التَهانَوي: "الحج نوعان: الحج الأكبر وهو حج الإسلام، والحج الأصغر وهو العمرة"(11) .
3- وتري فئة ثالثة: أنّ الحج الأكبر هو الوقوف في عرفات والأعمال، المتعلقة بمني.
يقول عمر بن أُذينة: كتبتُ عدّة مسائل للإمام الصادق (عليه السلام) . ووصلني جوابه بعد مدّة بخطه المبارك:
". . . وسألته عن قوله - تعالي - (الحجّ الأكبر) ، ما يعني بالحج الأكبر؟ فقال: الحج الأكبر الوقوف بعرفة، ورمي الجمار، والحج الأصغر العمرة" (12) .
فبناءً علي هذه الرواية اعتبرت أعمال عرفة ومني، الحجّ الأكبر.
وروي زرارة عن الامام الصادق (عليه السلام) الجواب نفسه أيضاً حيث قال: "الحج الأكبر الوقوف بعرفة، وبجَمْع، ورمي الجمار بمني، والحج الأصغر العمرة" (13) .
4- ويري سفيان الثوري وابن جُريح و. . . أن يوم الحج الأكبر كل أيام مني" (14) .
5- ويروي مجاهد رواية أُخري فيقول: "الحج الأكبر القِران، والأصغر الإفراد" (15) .
ويروي ابن أبي حاتم عن سعيد بن المسيب قوله: الحج الأكبر اليوم الثاني من يوم النحر. أَلا تري أن الإمام يخطب في ذلك اليوم (16) ؟
7- ويقول ابن سيرين:
"يتعلّق يوم الحج الأكبر بالسّنة التي أدي فيها الرسولُ (صلّي الله عليه وآله وسلم) حجة الوداع. وحج معه عدد كبير من الناس" (17) .
ويمكن لهذا القول أن يعتبر تأييداً لأولئك الذين يعتبرون يوم الحج الأكبر يوم الأضحي؛ ذلك أن الرسول (صلّي الله عليه وآله وسلم) خطب في هذه السنة بالناس في مني، وسألهم أيّ يوم يومكم؟ قالوا: يوم النحر، ثم قال: اليوم يوم الحج الأكبر. ويري ابن عربي أن هذا الحديث حسن وصحيح (18) .