682- صحيح معاوية بن عمّار عن الإمام الصادق (عليه السلام) في حديث قال: "وحدّ عَرَفَة من بطن عُرَنَة وثَويَّة ونَمِرَة إلي ذي المجاز، وخلف الجبل موقف" (34) ومراده خلف الجبل الذي يكون وجهه إلي عرفات وهو يشمل كلّ ما يكون خلفه حتّي جهته التي تكون إلي عرفات.
3- استحباب الوقوف في مَيْسرة الجبل: ومعني ذلك علي أكثر تقدير كراهة الوقوف علي واجهة الجبل وهو معني الجواز، فقد روي معاوية بن عمّار في الصحيح عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: "قف في ميسرة الجبل، فإنّ رسول الله (صلّي الله عليه وآله وسلم) وقف بعرفات في ميسرة الجبل، فلمّا وقف جعل الناس يبتدرون أخفاف ناقته فيقفون إلي جانبه، فنحّاها، ففعلوا مثل ذلك، فقال: أيّها الناس إنّه ليس موضع أخفاف ناقتي الموقف، ولكن هذا كلّه موقف وأشار بيده إلي الموقف" (35) .
4- عدم وجود أي رواية ولو ضعيفة في النهي عن الصعود علي واجهة الجبال سواء كانت في عَرَفَة أو المُزْدَلِفَة أو مني، وما ذاك إلاّ لأوضحيّة جواز الوقوف عليها ودخولها في الحدّ.
5- ما قاله الماوردي عن الشافعي: "حيث وقف الناس من عرفات في جوانبها ونواحيها وسهولها وبطاحها وأوديتها. . . إلخ" فإنّ هذا الكلام إذا ثبت تتمّ دليليّة بعدم الردع من قبل الإمام (عليه السلام) .
فتبيّن من هذه الأدلّة إجزاء الوقوف علي واجهة الجبل المطلّة علي عرفات أو مني أو مزدلفة علي كراهيّة فيها.
ثانياً - حدود المزدلفة:
ويقال لها جُمَع (كما في بعض مناسك الحجّ) .
ويقال لها المشعر الحرام، أو المشعر اختصاراً، أخذاً بقوله تعالي فإذا أفَضْتُمْ مِنْ عَرَفات فاذْكُروا اللهَ عِنْدَ المَشْعَرِالحَرام ولكن يُطلق المشعر علي نفس المسجد القائم في المزدلفة، ويؤيّده العنديّة المذكورة في الآية، كما يطلق علي جبل قُزَح أيضاً، فقد ورد استحباب وطء الصرورة المشعر برجله، فقد حُكي عن الشهيد الأوّل في الدروس: "والظاهر أنّه المسجد الموجود الآن"، وورد استحباب الصعود علي قُزَح (بضمّ القاف وفتح الزاي المعجمة) ، قال الشيخ الطوسي رحمه الله: "هو المشعر الحرام، وهو جبلٌ هناك يستحبّ الصعود عليه وذكر الله عليه" (36) .
وعلي هذا الذي تقدّم يكون إطلاق المشعر علي المزدلفة كلّها إطلاقاً مجازياً من باب تسمية الشيء باسم الجزء.
وأمّا جمع: التي ضُبِطَت في بعض مناسك الحجّ - بضمّ الجيم وفتح الميم -، فقد ضُبِطَت عند الجغرافييّن والبلدانييّن وأهل اللغة والمعاجم (بفتح الجيم وسكون الميم) فقد قال الشريف الرضي: