69
احِبُّكَ ما أقامَ مني وجَمْع
وما أرسي بمكّة أخشباها
وقد سميّت بذلك لاجتماع الحجّاج فيها بعد الإفاضة من عرفات.
وأمّا تسميتها بالمزدلفة: وبدون أل علي صيغة اسم الفاعل علي زِنَة (مُفْتَعِل) وقد جاءت هذه التسمية من الازدلاف بمعني التقدّم والإفاضة كما جاء في حديث معاوية بن عمّار عن الإمام الصادق (عليه السلام) : "وانّما سُميّت مزدلفة لأنّهم ازدلفوا إليها من عرفات" (37) . ومقتضي مفاد هذا الحديث أن يكون لفظها بصيغة اسم المفعول (مزدلَفة) بفتح اللام لأنّها اسم مكان.
حدود المزدلفة: لقد ذكرت الروايات حدود المزدلفة (بما بين المأزمين إلي الحياض إلي وادي محسِّر" (38) .
وفي زراة عن الإمام الباقر (عليه السلام) قال: "حدُّها ما بين المأزمين إلي الجبل إلي حياض محسِّر" (39) .
وقال الصادق عليه السلام في خبر أبي بصير: "حدّ المزدلفة من وادي محسِّر إلي المأزمين" (40) .
وفي خبر إسحاق بن عمّار عن أبي الحسن (عليه السلام) : قال: "سألته عن حدّ جَمْع، قال: ما بين المأزمين إلي وادي محسِّر" (41) .
وفي صحيحة الحلبي عن الإمام الصادق (عليه السلام) في حديث قال: "ولا تجاوز الحياض ليلة المزدلفة" (42) .
شرح الحدود:
1- المأزمان: بكسر الزاء وبالهمز "ويجوز التخفيف بالقلب ألفاً"، وهما جبلان بينهما مضيق يدلف إلي عرفات، وهو حدّ المزدلفة من الشرق، فقد ذكر الجوهري: "أنّ المأزم: كلّ طريقٍ ضيّقٍ بين جبلَين، ومنه سمّي الموضع الذي بين جمع وعرفة مأزمَين". وفي القاموس: "ألمأزم ويقال له المأزمان مضيق بين جمع وعرفة وآخر بين مكّة ومني". وظاهرهما: أنّ المأزم اسمٌ لموضعٍ مخصوص وإن كان بلفظ التثنية.
حياض مُحَسِّر (وادي محسِّر) : محسِّر - بضمّ الميم وفتح الحاء المهملة وكسر السين المهملة وتشديدها - علي زنَة اسم الفاعل.
قال البلادي: محسِّر: وادٍ صغير يمّر بين مني ومزدلفة وليس منها، يأخذ من سفوح ثبير إلي الأثبرة الشرقيّة، ويدفع إلي عرفة مارّاً بالحسينيّة، ليس به زراعة ولا عمران والمعروف منه ما يمرّ فيه الحاجّ علي طريق بين مني ومزدلفة، وله علامات هناك منصوبة" (43) .