27استخلصتُ رؤية الإمام في هذه المواضيع من نداءاته وخطبه وبياناته التي كان يصدرها في هذه المناسبة، سأبينها لحضراتكم، وأوصي جميع الحجاج، ولا سيما الاخوة علماء الدين بمطالعة نداءات الإمام وبياناته بهذا الخصوص والتي طبعت في مجلدين.
فلسفة الحج الامريكي:
تتلخص فلسفة الحج الامريكي في كونه زيارة ترفيهية سياحية ليس الاّ، وعلي حدّ تعبير الإمام فان الحج الامريكي لا يخرج عن كونه سفراً ترفيهياً لمشاهدة القبلة والمدينة وتكرار سلسلة من الألفاظ المفرغة من معناها، وأداء سلسلة من الحركات الخالية من المضمون، والحاج لا يعلم لِمَ يطوف حول الكعبة، ولِمَ يسعي بين الصفا والمروة؟
لا يعي لِمَ يُحرمُ؟ وما هي فلسفة رمي الجمرات وتقديم الأُضحية؟
وليست هناك أية علاقة بين الحج الأمريكي وبين البحث عن جواب للأسئلة: ((كيف تكون الحياة، وما هي طريقة الجهاد، وكيف يمكن الوقوف بوجه العالم الرأسمالي؟))2.
ولا علاقة - في منظار الحج الأمريكي - بين الحج وبين كيفية استيفاء مسلمي العالم ومحرومية لحقوقهم وسحبها من الظالمين والقراصنة3.
ولا علاقة بين الحج وبين وجوب أن يُطرح المسلمون في العالم كقوة عظيمة4.
ولا علاقة بين الحج وبين طريقة تعامل المسلمين مع الأنظمة العملية5.
هذا هو تفسير الإمام للحج الأمريكي.
كما انّه لا علاقة بين الحج الامريكي وبين أن يتابع الحاج معاناة المسلمين الفلسطينين علي يد الكيان الغاصب للقدس.
ولا علاقة بين الحج الامريكي وبين أهم قضية يشهدها العالم الإسلامي حاضراً في التحركات المشبوهة لقادة الدول الإسلاميّة الرامية إلي إقامة العلاقات مع الكيان المحتل للقدس وتسويغ ما تسمي بمؤتمرات السلام.
حيث يتعرض المسلمون الفلسطينيون واللبنانيون هذه الأيام لأشدّ الضغوط.
وأيضاً لا علاقة بين الحج وبين ما يعانيه المسلمون والمحرومون في أفريقيا وأفغانستان. . هذا هو الحج الامريكي.
فلسفة الحج الإبراهيمي:
بيّن الإمام العزيز فلسفة الحج الابراهيمي بشكل جميل جذاب، وهذه مقتبسات من عبارات هذا الرجل الجليل في تبيين فلسفة الحج الابراهيمي: فالحج من وجهة نظر الإمام ((تَجَلٍّ وتكرار لجميع مشاهد إبداع الحب في حياة الإنسان والجتمع المتكامل في الدنيا))6. وهذه أجمع جملة وأفضل تعبير يمكن أن نوضح فيه فلسفة الحج الإبراهيمي، ذلك أن الحج هو تجلّ لكل مشهد من مشاهد هذا الإبداع، تجلّ للجهاد والايثار والتضحية والشجاعة والشهامة والوحدة والذكر والارتباط بالله ولقاءالله و. . .
والهدف من الحج بنظر الإمام هو اقتراب الانسان من صاحب البيت والاتصال به، وليس الحج مجرد حركات وأعمال وألفاظ. . . وليس مجرد النظر إلي بعض الاحجار ومشاهدة البيت. دققوا في عبارات الإمام حينما يقول: ((إنّ فلسفة الحج هي رؤية صاحب البيت، ولابُدّ من أن توجّه الحركات والأعمال التي تؤدي هناك في هذا السبيل)) .