128والحليم من ذرية إبراهيم الذي اتبع إبراهيم وصبر عليها ولو كان بذبح النفس كاسماعيل الذي سلم لإِبراهيم في ذبحه.
قوله تعالي: ووصي بها إبراهيم بنيه ويعقوبُ . أي ووصي بها إبراهيم بنيه وكذلك وصّي بها يعقوب بنيه.
الوصية: العهد (12) .
بها أي بالملة.
بنيه هم إسماعيل وإسحق ويعقوب (13) وكانوا أنبياء وأئمة كما في قوله تعالي: ونجيناه ولوطا إلي الأرض التي باركنا فيها للعالمين. ووهبنا له إسحق ويعقوب نافلة وكلاّ جعلنا صالحين وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين 71 - 73/21.
بنو يعقوب الذين كانت إليهم وصية يعقوب هم الأسباط المذكورون في قوله تعالي: أم تقولون إن إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط كانوا هوداً أو نصاري. . . 140/2 وقوله تعالي: قولوا آمنا بالله وما أُنزل الينا وما أنزل إلي إبراهيم وإسماعيل وإسحق ويعقوب والأسباط 136/2 وهم يوسف والأئمة من ولده، وليسوا كل اخوة يوسف.
إن إسماعيل وإسحق ويعقوب والأسباط أوصياء لابراهيم في حفظ (الملة) والموت علي التسليم لأمر الله في شأنها، وعلي الرغم من شهادة القرآن لهم بأنهم كانوا عابدين لله، فاعلين للخيرات، يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة، وأنهم أوحي إليهم، سواء مباشرة أو بواسطة الملائكة، علي الرغم من ذلك كان لا بد من العهد الإِلهي والوصية بواسطة إبراهيم لجميعهم، ومن بعضهم للبعض الآخر ليكونوا أئمة بعد إبراهيم، كما هو الحال في إبراهيم نفسه، فققد كان نبيا رسولا ولم يكن إماما حتي عهد الله إليه بالإِمامة بعد الابتلاء.
وهكذا تتلخص إمامنا ثلاثة شروط في الإِمام الهادي بأمر الله تعالي بعد إبراهيم هي:
أولا: أن يكون من ذرية إبراهيم: وجعلنا في ذريته النبوة والكتاب وجعلها كلمة باقية في عقبه .
ثانياً: أن يكون مجتنبا لعبادة الأصنام ومنها عبادة الهوي أي أن يكون متبعا لملة إبراهيم اتباعا يجعله مع إبراهيم في حالة واحدة وامتداد واحد يتصف بالإِسلام الذي كان لإِبراهيم نفسه: فمن تبعني فإنه مني وبعبارة أخري أن يكون محسنا مهتديا طاهرا.
ثالثا: الوصية والعهد من الله تعالي لشخصه بواسطة إبراهيم حتي ولو كان ذلك الشخص المصطفي من ذرية إبراهيم نبيا كإسحق ويعقوب.
2: إمامة إبراهيم في ذرية إسماعيل وإسحق: