29وقد بقي هذا الراسب بأقسامه المذكورة معروفاً في نفوس صحابة رسول الله(ص)، أن يبقى بين أغنيائهم وأقويائهم يتكاثرون به؛ لأنهم أهل رياسة ودولة وغلبة، فيكون دولة جاهلية بينهم. بأن يستأثروا بالفيء والغنيمة وكانوا يقولون:من عزّ بزّ ..؛ فلا يصيب الفقراء واليتامى والمساكين منه شيءٌ، بقي هذا قبل نزول آيات الغنيمة والفيء وأحكامها، بدليل ما ذُكر أنَّ آية الفيء، 7 من سورة الحشر نزلت في رؤساء المسلمين بعد أن قالوا له:يا رسول الله خذ صفيك والربع، ودعنا والباقي، فهكذا كنا نفعل في الجاهلية، وأنشدوا:
لَكَ الْمِرْباعُ مِنْها والصَّفَايا
وَحُكْمُكَ وَالنَّشِيطَةُ وَالْفُضُولُ
فنزلت الآية، فقالت الصحابة:سمعاً وطاعة لأمر الله وأمر رسوله...
ثم قال سبحانه: وَ مٰا آتٰاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ مٰا نَهٰاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا . أي ما أعطاكم الرسول من الفيء فخذوه وارضوا به وما أمركم به فافعلوه، وما نهاكم عنه فانتهوا عنه، فإنه لا يأمر ولا ينهى إلاّ عن أمر الله. 1
فبعد الإسلام صار لها وضع خاص بعد أن دخلت في منظومة فريضة الجهاد المتضمنة لشروطه وقواعده وأحكامه وأهدافه، وما يترتب عليه من نتائج، وحين حدد لها أسباباً ودوافع؛ بعيداً عن الغزوات التي