8الحج وكذا العمرة مناسك عباديّة، تتضمن أقوالاً وأفعالاً، تُؤدى من قبل المسلمين في مواقع مباركة مختارة يتنقلون بينها؛ فهم أولى بالإكثار من قراءة البسملة؛ لكي يحظوا بذلك الفضل وبالتزين المذكور؛ إضافةً إلى ما لها من عطاء واسع وبركة دائمة..، فلهذا ولغيره غدت البسملة تحتلُّ مفاصل حياتنا، فنطمع في قراءتها، وبالذات في ابتداء كلّ فعل أو كلام، عملاً بالسنّة. والاستزادة مما يترتب عليها من أجرٍ جزيلٍ وثوابٍ وفيرٍ، وصارت موضعَ اهتمامٍ دائمٍ، وموردَ أسئلةٍ عديدة، ها نحن نقف لنجيب عنها، بعد أن قدمنا في العدد السابق دراسة حول معنى الإله في الذكر الحكيم، علماً بأنّ البسملة تعدُّ جزءاً من كلّ سورة، من غير فرق بين سورة الحمد وغيرها، عند الإمامية. نعم أكثر الجمهور يعتبرونها جزءاً من سورة الحمد دون سائر السور؛ وللبحث فيه موضع آخر.
* * *
1. ما معنى الباء في قوله: (بِسْمِ اللَّه )؟
الباء في قوله (بِسْمِ اللّٰهِ) للاستعانة، مثل قولك: كتبت بالقلم. وكأنّ المؤمن يستعين باسم الله الذي هو جامع للأسماء. ويشهد على ذلك قوله سبحانه في ثنايا سورة الحمد: (إِيّٰاكَ نَعْبُدُ وَ إِيّٰاكَ نَسْتَعِينُ)، ويؤيده أيضاً قول النبي(ص):
كُلُّ أَمْرٍ ذِي بَالٍ لَمْ يُبْتَدَأْ بِبِسْمِ اللَّهِ فَهُوَ أَبْتَرٌ.