9
وجه الدلالة: أنّ المؤمن الواعي الذي ينظر بعين المعرفة، يعلم أنّ لكلّ شيء أسباباً وعللاً، فهو يهيّئها وعندما يبدأ بالعمل يستفتحه بقوله: ( بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ) ، أي أستعين باسمك في إنجاز عملي باستعمال هذه المقدمات والأسباب للحصول على مرادي.
2. ما هو سبب حذف الهمزة عند الكتابة؟
قد دخل حرف الجرّ على الإسم، والهمزة فيه همزة وصل تسقط عند التلفظ، ولكنّها تكتب شأن كلّ همزة وصل؛ فعلى ذلك يجب أن تكتب بالنحو التالي: ( بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ ) ، كما هو الحال في قوله تعالى: ( اِقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) ، 1وقوله: ( فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ). 2
ولذلك نرى أنّ الأدباء يكتبون البسملة عند تجرّدها عن الرحمن الرحيم بالنحو التالي: باسمه تعالى، وأما غيرهم فيكتبون بسمه تعالى، فالتلفّظ عند الفريقين واحد، والإملاء مختلف.
وقد اعتذر عن حذف الألف عند الكتابة في التسمية بوجهين:
الأول : أنّ كثرة استعمال تلك الآية المباركة فوق كلّ رسالة، وبداية كلّ عمل، صار سبباً لحذف الهمزة كتابةً مثل حذفها تلفّظاً، ولذلك نرى