18ووجه خصوص الرحيم بالمؤمنين، هو ما فعله بهم في الدنيا من التوفيق، وما يفعله بهم في الآخرة من الجنّة والإكرام وغفران الذنوب؛ وإليه يشير ما روي عن الصادق(ع) أنه قال:
الرحمن اسم خاص بصفة عامة، والرحيم اسم عام بصفة خاصة. 1
فقوله(ع):
الرحمن اسم خاص؛ لأنه لا يطلق إلا على الله سبحانه، وقوله:
بصفة عامّة: أي تعمّ رحمته الكافر والمؤمن.
وقوله(ع):
الرحيم اسم عام؛ لأنه يطلق على غيره سبحانه، وقوله(ع):
بصفة خاصة، لأنه يختص بالمؤمن فقط.
6. لما ذا تقدّم الرحمن علىالرحيم؟
لما ذا تقدم وصف الرحمن على الرحيم، مع أنّ الضابطة في الكلام البليغ هي التدرّج من الضعيف إلى القوي، ومن القليل إلى الكثير، فيقال: فلان عالم بالفقه بل مجتهد، أو يقال: إنّ هذا المسجد يكفي لألف مصلٍّ بل لألفين، وعلى هذا فالمناسب أن يقول: الرحيم الرحمن؟
وأمّا الجواب عن ذلك فهو أنه يمكن أن يقال: بما أنّ الرحمن يختص بالله سبحانه وشاع استعماله في ذاته القدسية، فقد خرج عن معنى الوصفية وأصبح اسماً له سبحانه، فلفظ الجلالة اسم والرحمن اسم آخر،