26ولذلك يردّ عليهم سبحانه في غير واحد من الآيات بأنّ الآلهة لا يملكون من شؤونه سبحانه شيئاً، ويقول: وَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لاٰ يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَ هُمْ يُخْلَقُونَ. 1
والآية تدلّ على أنّ من شؤون الإله هو الخلق، والأصنام فاقدة له.
و يقول: أَمْ لَهُمْ آلِهَةٌ تَمْنَعُهُمْ مِنْ دُونِنٰا لاٰ يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أَنْفُسِهِمْ وَ لاٰ هُمْ مِنّٰا يُصْحَبُونَ. 2
والآية تدلّ على أنّ من شؤون الإله: القدرة والدفاع عن نفسه وعمّن يعبده، وآلهتهم تفقد هذه اللوازم والشؤون.
فالآيتان تدلاّن على أنه كلّما أُطلق الإله لا يتبادر منه إلاّ مَن يملك هذه الشؤون لا مجرد كونه معبوداً؛ ولذلك ردّ الوحي الإلهي وصفهم أو أصنامهم بالأُلوهية، بعدم وجود هذه الشؤون فيها.
انتقال هُبَل إلى مكة
ويوضح مكانة الأوثان عندهم ما نقله ابن هشام في سيرته يقول: إنّ عمرو بن لُحَيّ خرج من مكة إلى الشام في بعض أموره، فلمّا قدم مآبَ في أرض البَلْقاء، رآهم يعبدون الأصنام، فقال لهم: ما هذه الأصنام