15
مَا اتَّخَذَ اللّٰهُ مِنْ وَلَدٍ وَ مٰا كٰانَ مَعَهُ مِنْ إِلٰهٍ إِذاً لَذَهَبَ كُلُّ إِلٰهٍ بِمٰا خَلَقَ وَ لَعَلاٰ بَعْضُهُمْ عَلىٰ بَعْضٍ.
1
ويتمّ هذا البرهان أيضاً إذا فسّرنا الإله بما ذكرنا من أنه كلّيّ ما يطلق عليه لفظ الجلالة.
وإن شئت قلت: إنّه كناية عن الخالق، أو المدبّر، المتصرّف، أو من يقوم بأفعاله وشؤونه. والمناسب في هذا المقام هو الخالق. ويلزم من تعدّده ما رتّب عليه في الآية من ذهاب كلّ إله بما خلق واعتلاء بعضهم على بعض. ولو جعلناه بمعنى المعبود لانتقض البرهان، لأنّه لايلزم من تعدّده أيّ اختلال في الكون. وأدلّ دليل على ذلك هو المشاهدة. فإنّ في العالم آلهة متعدّدة، وقد كان في أطراف الكعبة المشرّفة ثلاثمائة وستون إلهاً ولم يقع أيُّ فساد واختلال في الكون. فيلزم على مَن يفسّر (الإله) بالمعبود ارتكاب التكلّف بما ذكرناه في الآية المتقدِّمة.
وما ربّما يتصوّر من غلبة استعمال الإله في المعبود بالحق فلا حاجة إلى تقديره، مدفوع باستعماله - كثيراً في غيره - كقوله: