14 المعبود يكون المعنى كالتالي: فأي معبود يأتي بالضياء بعد الليل أو العكس. ومن المعلوم أنّ التصرّف في الكون ليس من شؤون مطلق المعبود. وإنّما هو من شؤون من بيده الكون أيجاداً وتدبيراً. فيكون الإله في الآيتين بمعنى المتصرّف في الكون والمدبّر وما يرادفه.
الثالث: الاستدلال على التوحيد بلزوم الفساد عند تعدّد الآلهة
استدلّ سبحانه على التوحيد في الربوبية بآيات منها:
1. قوله تعالى: لَوْ كٰانَ فِيهِمٰا آلِهَةٌ إِلاَّ اللّٰهُ لَفَسَدَتٰا. 1
فإنّ البرهان على نفي تعدّد الآلهة لا يتمّ إلاّ إذا فُسّر «الإله» في الآية بالمتصرّف، المدبّر، أو من بيده أزمّة الأُمور أو ما يقرب من هذين. ولو جعلنا الإله بمعنى المعبود لانتقض البرهان، لبداهة تعدّد المعبود في هذا العالم، مع عدم الفساد في النظام الكوني، وقد كانت الحجاز يوم نزول هذه الآية مزدحمة بالآلهة، ومركزاً لها وكان العالم منتظماً، غير فاسد.
وعندئذٍ يجب على مَن يجعل «الإله» بمعنى المعبود أن يقيّده بلفظ «بالحق»، أي لو كان فيهما معبودات - بالحق - لفسدتا، ولمّا كان المعبود بالحقّ مدبِّراً ومتصرّفاً، لزم من تعدّده فساد النظام، وهذا كلّه تكلّف لا مبرّر له. والدليل على ذلك عدم خطوره عند سماعه. 2. قوله سبحانه: