10ثمّ إنّ الوثنيين اخترعوا لله سبحانه أنداداً وأشباهاً على درجات مختلفة من الكمال والجمال، وتفويض الأُمور اليهم، وإن كانت هي مجرّد أسماء ليس لها من الأُلوهية شيء سوى الاسم، يقول سبحانه:
إِنْ هِيَ إِلاّٰ أَسْمٰاءٌ سَمَّيْتُمُوهٰا أَنْتُمْ وَ آبٰاؤُكُمْ مٰا أَنْزَلَ اللّٰهُ بِهٰا مِنْ سُلْطٰانٍ.
1
فإذا حاول العرب أن يشيروا إلى هذه الآلهة المزعومة مع ما لها من درجات ومراتب مختلفة من القرب و البعد عن الله سبحانه يطلقون عليها لفظ الآلهة. وعلى هذا فلفظ الجلالة علم لمصداق كامل لمفهوم الإله، ولكن لفظ الإله موضوع لمعنى كلّي يشمله وسائر الآلهة المزعومة، الّتي ليست على درجة واحدة من الكمال والجمال. فربما يكون إلهاً ولا يكون خالقاً ورازقاً، بل يكفي في كونه معزّاً أو ناصراً أو غافراً للذنوب أو مفوّضاً له شيء من أفعاله سبحانه.
وقد جاء في «قاموس الكتاب المقدّس»: يوجد في العهد القديم باللغة العبرية ثلاث مترادفات رئيسية لاسم الجلالة وهي: « الوهيم » و« يهوه » و« ادوناي »، فالاسم الأوّل يدلّ على صفة الله كالخالق العظيم...