24الْمُفْلِحُونَ . فالضمائر الثلاثة ترجع إلى النبي صلى الله عليه وآله، والمراد من التعزير هو تكريمه وتوقيره، لا نصرته; لأنّ الإخبار عنها ورد صريحاً بقوله: وَنَصَرُوهُ .
دعاء الصالحين في حديث النبي الأكرم صلى الله عليه وآله
كيف يلهج ابن جبرين وغيره بأنّ دعاء الصالحين شرك وعبادة لهم، مع أنّ النبي صلى الله عليه وآله، علّم ضريراً بأن يتوسّل في دعائه بنفس النبي وشخصه: روى عثمان بن حنيف، قال: إنّ رجلاً ضريراً أتى إلى النبي صلى الله عليه وآله، فقال: ادعُ الله أن يعافيني.
فقال صلى الله عليه وآله: «إن شئت دعوتُ، وإن شئتَ صبرتَ وهو خير» .
قال: فادعُهُ، فأمره صلى الله عليه وآله، أن يتوضّأ فيحسن وضوءه ويصلّي ركعتين ويدعو بهذا الدعاء: «أللّهم إنّي أسألك وأتوجّه إليك بنبيّك نبيّ الرحمة، يا محمد إنّي أتوجّه بك إلى ربّي في حاجتي لتُقضى، أللّهم شفّعه فيّ» .
قال ابن حنيف: «فوالله ما تفرّقنا وطال بنا الحديث حتّى دخل علينا كأن لم يكن به ضُرّ» .
لا كلام في صحّة سند الحديث ولم يشك أحدٌ إلى الآن في صحّته، حتّى أنّ الكاتب الوهابي المعاصر الرفاعي الّذي يسعى دوماً إلى تضعيف الأحاديث الخاصّة بالتوسّل أذعن بصحّة الحديث، وقال: لاشكّ أنّ هذا الحديث صحيح ومشهور.
كيف لا يكون صحيحاً مشهوراً عندهم وقد رواه أحمد بن حنبل، وابن ماجة، والترمذي، والنسائي، والبيهقي، والطبراني، والحاكم النيسابوري؟
وأمّا دلالة الحديث فهي واضحة، فلو قدّمت هذا الحديث إلى من يُحسن اللُّغة العربية جيّداً ويتمتّع بصفاء فكر، بعيد عن مجادلات الوهابييّن وشُبهاتهم ثم سألته: بماذا أمر النبيّ صلى الله عليه