18وقد سألني أحد علماء السنّة عن حقيقة البداء، فدفعت إليه «أوائل المقالات» و «شرح عقائد الصدوق» للشيخ المفيد، فأخذ الكتابين وطالعهما وجاء بهما بعد ستة أيام وقال: البداء بهذا المعنى الموجود في الكتابين ممّا اتّفق عليه علماء السنّة.
3- رمي الشيعة بتهم مفتضحة
لم تزل الشيعة تُرمى بالتُّهم الباطلة، من عهد بني أُميّة، وإلى يومنا هذا، ومن أبرز من نسب إليهم تلك الأكاذيب ابنُ تيمية في كتابه «منهاج السنّة» ، وقد ذكرنا شيئاً منها في كتابنا «ابن تيمية فكراً ومنهجاً» ولو أردنا استقصاءها لطال بنا المقام، ونذكر منها هنا أمرين:
1. قال: ومن حماقاتهم كون بعضهم لا يشرب من نهر حفره يزيد.
أقول: لم أرَ في كتاب ولم أسمع من شيخ أنّ الشيعة لا يشربون من نهر حفره يزيد، فمن أين جاء ابن تيمية بذلك؟
2. قال: ومن حماقاتهم كونهم يكرهون التلفظ بلفظ (العشرة) أو فعل شيء يكون عشرة حتّى في البناء لا يبنون على عشرة أعمدة، ولا بعشرة جذوع ونحو ذلك.
ونحن لا نعلّق على ذلك بشيء، إلاّ بقوله سبحانه: وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرى .
5. الجهل بالمفاهيم الإسلاميّة
إذا كان الداعي الأول هو التجاهل، فهناك سبب آخر وهو الجهل ببعض المفاهيم الإسلاميّة الّتي صارت سبباً لتكفير قوم، وعلى رأس هذا الأمر العنوانان التاليان:
1- العبادة.
2- البدعة.
فإنّ كثيراً من الوهابيين إنّما يكفّرون الأُمّة الإسلاميّة جمعاء لأجل جهلهم بمعاني هذين اللفظين، حيث قاموا بتفسير التوحيد في العبادة من عند أنفسهم بشكل لا ينطبق حتّى على أنفسهم. ولأجل رفع الحجاب عن وجه الحقيقة نذكر شيئاً عن هذا الموضوع على وجه الإجمال.