74التفسير عند الشيعة بإيراد أدلّة متعدّدة سواء من القرآن الكريم أو من السّنة النبوية الشريفة، كلّما تطرّقوا الىٰ مسألة إيمان أجداد الرسول صلى الله عليه و آله. وللإيجاز نكتفي بالآيتين اللتين استشهد بهما الفخر الرازي علىٰ إيمان أجداد الرسول صلى الله عليه و آله وهما: الذي يراكَ حينَ تقوم * وتقلّبك في الساجدين .
ولأننا قُمنا ببيان وتوضيح تفسير هذه الآية نقلاً عن الفخر الرازيّ في الصفحات الآنفة فلا داعي لتكرار ذلك.
الروايات:
أ - جاء في حديث نبويّ شريف يُخاطب أمير المؤمنين علي عليه السلام ما يلي:
«يا عليّ، إنَّ عبدالمطلب كان لا يَستقسم بالأزلام، ولا يعبد الأصنام، ولا يأكل ما ذُبِحَ على النّصب، ويقول أنا علىٰ دين إبراهيم عليه السلام» 1.
ب - قال الأصبغ بن نباتة أنَّ أمير المؤمنين علي عليه السلام قال:
«واللّٰه ما عبد أبي ولا جدي عبدالمطلب ولا هاشم ولا عبد مناف صنماً قطّ. قيل فما كانوا يعبدون؟ قال: كانوا يُصلّون الى البيت علىٰ دين إبراهيم عليه السلام مُستمسكين به» 2.
لِمَ يُتَّهم أجداد الرسول صلى الله عليه و آله بالشرك؟ !
كلّنا نعلم أنّ زمام السلطة السياسية للإسلام، ومصير الاُمّة الإسلامية في القرن الأول الهجري كان بيد أشخاص هم سليلو الشرك والوثنية، فقد كان آباؤهم وأجدادهم والأقربون لهم ممّن ترعرعوا علىٰ عبادة الأصنام والجاهلية الأولىٰ، وليس هذا وحسب بل إن كثيراً من آبائهم وأقوامهم قُتِلوا في سوح المعارك، التي جرت بين المسلمين وأولئك الوثنين، مِمّا حدا بالتأريخ الىٰ وسَمهم بالوثنية وبعار الشرك علىٰ مدى العصور، فكفىٰ بهذا الأمر دافعاً الىٰ تنسيبهم أجداد الرسول صلى الله عليه و آله وآبائه الىٰ زمرة آبائهم وأجدادهم هم، وهو أمر كان لابد منه لحلّ معضلتهم هذه حتىٰ يتخلصوا من لعنة التأريخ وغضب الأجيال المسلمة في المستقبل.
فقاموا، إثر ذلك، بنقل أحاديث ملفقة وكاذبة علىٰ لسان الرسول صلى الله عليه و آله، مثل:
«إنَّ رجلاً قال يا رسول اللّٰه أين