50مشرف على عرفات، ومثله في المصباح.
وقال البلادي 1: والغريب أنّي رأيت منسكاً يقول: إنّ قرن المنازل جبل مشرف على عرفات، وهذا خطأ فادح.
ولعل منشأ الاشتباه هو الخلط بين قول الأصمعي: قرن جبل مطل على عرفات، وما ورد في بعض الروايات من أنّ النبيَّ صلى الله عليه و آله قد وقت لأهل نجد أو الطائف قرناً، ففسر قرن في كلام النبي صلى الله عليه و آله بما ذكره الأصمعي، ثم قيد قرن بالمنازل للجمع بين ماورد في الروايات مطلقاً وما ورد مقيداً.
والأمر الآخر الذي يمكن أن يكون منشأ لهذا الاشتباه هو الخلط بين قرن المنازل وقرن الثعالب حيث عدّه جماعة بأنهما واحد.
وأصل هذا التوهم ما حكي عن القاضي عياض 2من أنّ قرن المنازل هو قرن الثعالب، وتبعه ابن الأثير 3، ثم ابن منظور في لسان العرب 4، ثم صفي الدين عبد المؤمن البغدادي في مراصد الاطلاع 5، فقالوا: قرن المنازل هو اسم موضع يحرم منه أهل نجد، ويسمىٰ أيضاً قرن الثعالب. ثم جاء الفيومي 6فقال: وقرن المنازل ميقات أهل نجد، وهو جبل مشرف على عرفات، ويقال له قرن الثعالب، فوقع في خطأين، أحدهما كونه مطلاًّ على عرفات، وقد تقدم أن منشأ هذا هو كلام الأصمعي مع ضميمة ما ورد في الأحاديث من أن قرناً ميقات أهل نجد، وقد تقدم بيانه، والخطأ الثاني هو قوله: إنّ قرن المنازل هو قرن الثعالب الذي منشأه كلام القاضي عياض.
قرن المنازل وقرن الثعالب:
قد تقدم في تعاريف بعض اللغويين أن قرن المنازل هو قرن الثعالب. وقلنا: بأن هذا خطأ منشأه كلام القاضي عياض، ولتوضيح هذا الخطإ نذكر شاهدين:
الأول: ما ذكره العلماء والمحققون في عدم اتحادهما.
الثاني: تحديد موقع قرن الثعالب.