280رفيق له وخير عون، وكانت تجيد من الفنون ما يجعلها في مستوى يلائمه، بالاضافة الىٰ قيامها بواجباتها كأمّ ومربية للأطفال، وكانوا يسمونها ربة المنزل تكريماً لها 1.
وفي الروايات القديمة أن المرأة مارست الكهانة والعرافة كالرجل، وكان الرجال يلجأون الىٰ رأيها في معضلات الامور.
والمرأة الجاهلية فوق ذلك كانت تشعر بسخصيتها وبمكانتها في المجتمع، وتحرص على مكانتها من أن تُهان.
ومما تجدر الإشارة إليه أن العرب لم يكونوا يزوّجون بناتهم من غير العرب، وأن الفتيات البدويات لم يكنّ يُحبِبن الزواج في الحضر، وأن المرأة المرغوب فيها هي الولود التي تنجب كثيراً من البنين؛ لأنهم عماد الأسرة العربية، التي اعتادت أن تعيش في حراسة السواعد المفتولة والرماح السمهرية.
كان العربي يغار على نسائه، ويحرص عليهن، ويعتبر العرض أغلى من النفس والمال والولد 2.
ولذلك كان الرجال يصطحبون نساءهم في الغزوات والحروب، ويجعلونهن في مؤخرة الجيش، خوفا من مباغتة العدو لهنّ في مضارب & القبيلة والرجال غائبون، وكي يدرك المحارب، بأن هزيمته ستجعل عرضه مباحاً لأعدائه فيستميت في القتال؛ ليُجنّب نساءه السبي. وفضلاً عن ذلك فإن النساء في المؤخرة كنّ يعنين بالمرضى ويضّمدن جراح المصابين، كما يشجعن المحاربين، ويأخذن بتلابيب الفارّين من ساحة القتال.
معاملة الأولاد:
إن أولوية الرجل في الأسرة الجاهلية، قد جعلت للأب سلطة على أفراد عائلته، وقد تصل الىٰ حدّ تجعل للآباء على أولادهم حقّ التصرف بمصائرهم، ففي بعض الأحيان، كانوا يجعلون أولادهم رهائن في أيدي خصومهم، فيؤدي ذلك