28في رواقها وعليه قفل، وعلى الرواق صُفَّة مزخرفة مذهّبة عجيبة، وعلى سطحها و سطح الرواق ألواح رصاص بين كلّ لوحٍ ولوحٍ تاليه ضلع، شغل عجيب متقن لم أر مثله، وارتفاع هذه القبة ورواقها ارتفاع جيّد متوسط، وطولها ستة أذرع وعرضها خمسة أذرع.
وأما المنبر: فعالٍ ضخمُ الهيكل، من الرخام الأبيض، عدد درجاته ست عشرة درجة، وعلى جوانبه خواتم من نفس الجنس 1، وعلى درجته العليا قبّة عجيبة على أربع اُسطوانات على هيئة الشكل الصنوبري، مذهبة وعلى رأس القبّة شبكة فيها لفظتا (الجلالة) و (محمد) مشبكة بشكل رأس الراية، وعلى الدرجة السفلى بابٌ من الصفر عليه شراريف حسان من الصفر.
* * *
الفصل الثالث
في ذكر صفة المسجد الحرام، وأبوابه وأسمائها وأساطينه، وما فيه من القباب في صحن المسجد، وما على رواقه، وصفة زمزم المكرم، والصفا والمروة.
اِعلم أيّها الأخ اللبيب، جعلني اللّٰه وإياك في جوار المعصومين عليهم السلام أن المسجد الحرام أيضاً بعض جوانبه أطول من بعض، وهو متسع مُحصَّبٌ إلّاخلف المقام، وحيث يوقف درجة البيت والمنبر، وبين يدي زمزم فإنه مفروش مرّخم، وطوله أربعمائة ذراع، وعرضه مائتان وسبعون ذراعاً سوى الزيادتين الآتي ذكرهما، وجدرانه عالية، وشراريفه بادية، وفي كلّ ركنٍ من الأربعة منارةٌ طويلةٌ، وما بين جدار العرض الذي في مقابل وجه الكعبة أيضاً منارتان، وما بين جدار الطول الذي في مقابل العرض الشامي الذي فيه الميزاب أيضاً منارة، والكعبة في وسط المسجد كالعروس، وجملة عدد منائر المسجد سَبعُ منائر، وفيه زيادتان خارجتان من تربيعه:
فالأولى في الطول المقابل للعرض الشامي.
والثانية في جانب عرضه لظهرها.
وأما أبوابه: فتسعة عشر باباً.