279إذا كانت حاملاً أم غير حامل، خوفاً من أن تختلط الأنساب فيما لو تزوجت قبل انقضاء العدة 1.
العلاقات ضمن الأسرة:
لقد اختلف الباحثون المحدثون حول وضع المرأة الاجتماعي في العهد الجاهلي، وقد استنتج بعضهم 2من الآيات القرآنية التي تدعو الىٰ إحقاق حقوق المرأة، وعدم إمساكها ضراراً إذا طُلّقت - كقوله تعالى: وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فلا تعضلوهنّ 3ويا أيها الذين آمنوا لا يحلّ لكم أن ترثوا النساء كرهاً ولا تعضلوهنّ لتذهبوا ببعض ما آتيتموهنّ. . . 4- أنها كانت مضطهدة، يُبْغى عليها ويستهان شأنها، بينما استنتج آخرون من اخبار الجاهلية التى وصلت إلينا في كتب التاريخ والآداب القديمة، أنها كانت تتمتع بمكانة مرموقة في المجتمع الجاهلي.
لكن الواقع أن موضوع مكانة المرأة في العصر الجاهلي، يحتاج الى دراسة عميقة وشاملة، ولا يمكن للباحث أن يعطي أحكاماً مطلقة موجزة عنه في ثنايا البحوث العامة. ومن الأخبار المتناثرة في بعض كتب الأدب نلمس أن علاقة الرجل بالمرأة في العهد الجاهلي كانت قائمة على الاحترام المتبادل في كثير من الأحيان، إذ كانت تستشار في بعض الأمور وتشارك الرجل أكثر أعماله، وتتمتع بقسط من الحرية. وبعض الآباء يستشيرون بناتهم في أمر زواجهنّ واختيار بعولتهنّ 5.
لا نكران بأن الرجل في الأسرة الجاهلية كان له المركز الممتاز، فهو قوام الأسرة وربّها والمسؤول عن حياتها ورزقها ومختلف شؤونها، والمحارب المدافع عنها، والمطالب بالثأر والغرامات، وصاحب الكلمة النافذة، والمرأة كانت تابعة له، ومنسوبة إليه، وتحت حمايته ومسؤوليته، غير أنها كانت تشاطر الرجل كثيراً من مسؤولياته. وإذا كانت لا تغني غناء الرجل في الحروب، والحروب هي أساس الحياة في المجتمع الجاهلي، ولذلك تدنّت منزلتها عن منزلته، إلّاأنها كانت خير