20ويوم الثالث عشر من شعبان بعد رجب أدخلنا أعمدة سقف بيت اللّٰه الحرام، ويوم الخامس عشر دخلتُ الكعبة ووضعت في باطن جدارها أربعةً من الأحجار: وضعت حجراً في نفس زاوية الحَجَر الأسود، وحجراً في الحطيم، وحجراً في مولد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام (وهو بعيد عن زاوية الحَجَر بثلاثة أذرع من جهة الركن اليماني تخميناً، واللّٰه أعلم) وحجراً قرب زاوية الركن اليماني.
ويوم الثامن عشر من هذا الشهر أدخلنا ألواحاً بين أعمدة السّقف ورُكِّبت مع الأعمدة، ويوم التاسع عشر من شعبان المذكور رُكّبَ ميزاب الرّحمة، ويوم الثاني من شهر رمضان المعظم بعد شعبان المذكور المبارك شرعوا في عمل الرّخام في سطح الكعبة الشريف، ويوم التاسع منه ابتدأوا في شغل رخام باطن جدران الكعبة وأرضها، وفي يوم الأربعاء التاسع والعشرين منه تمّ العمل، و ] يوم [ الجمعة آخر الشهر، أعني شهر رمضان المذكور دخل الخلقُ الكعبة. والحمد للّٰه.
فأول التأسيس الىٰ آخر البناء ثلاثة أشهر وخمسة أيام. وموافقة ابتداء هذا الأساس مع أساس علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام وهو أساس العرض الشامي الذي رماه الحجّاج بالمنجنيق؛ لأن أساس الجدران الثلاثة على حالها الأوّل، وموافقة اسم العبد الذليل مع اسمٍ شريفٍ علي بن الحسين زين العابدين عليهما السلام، وكمال ضعفه، وقلة حيلته. . . مع هذا يؤسس بيت ] اللّٰه [ الحرام، لاشك في أنّ هذا معجزة من معجزات المعصومين عليهم السلام لإدخال السرور على محبّيهم كي يفرحوا ويذيعوا 1في التواريخ والتصانيف حتى بهذا الخبر من كان في أصلاب الرجال، ويتيقَّنوا بأنّ المعصومين عليهم السلام ليسوا غافلين عن حال رعيتهم في كلّ أوانٍ وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرى اللّٰهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهَ والمُؤمِنُونَ 2.
ونُشرّف هذا الفصل بالحديث الشريف الذي فيه ذكر تأسيس علي بن الحسين عليه السلام ] الذي [ رواه ثقة الإسلام محمد بن يعقوب الكليني في (كتاب الحج) في باب (ورود تُبّع) عن عدّة من