15من شهر شعبان المعظّم سنة تسع وثلاثين بعد الألف أمطرت السماء بمكّة المعظمة - زادها اللّٰه شرفاً وتعظيماً - ودخل سيلٌ عظيمٌ في المسجد الحرام، وامتلأ المسجد الىٰ أن دخل الماءُ في جوف الكعبة طول إنسان مربوع القامة وشبرٍ واصبعين مضمومتين، وأنا الذي قستُ الماءَ بطولي، حيث دخلتُ الكعبة بعد سقوطها. وكانَ عَرشُه عَلى الماء 1وخرب بيوتاً كثيرةً، وأهلك من الناس كبيرهم وصغيرهم أربعمائة واثنتين وأربعين نسمةً تخميناً - واللّٰه أعلم - من جملتهم معلّم أطفال مع ثلاثين طفلاً في نفس المسجد، لأنه كانَ في صُفةٍ مرتفعة في أصل جدار من جدرانه، ولمّا دخل السيل من أبواب المسجد ماقدر على الخروج مع أطفاله، ورجا نقصان السيل، وآخر الأمر ما قدر أحدٌ من خارج المسجد يصل اليهم حتى غرقوا. نعوذ باللّٰه من شرور أنفسنا.
ثمّ فتحوا دربَ خروجِ الماء من باب إبراهيم، وخرج السيل وبقي الماء حوالى البيت الشريف الىٰ 2. . . الآدمي. ودخلتُ يوم الخميس نهار عشرين من الشهر المذكور، ورأيت المطاف خالياً من الطائفين بسبب ماء السيل الذي حواليه، فدخلتُ في الماء وطفتُ بالبيت الشريف سبعة أشواط، فلمّا دعوتُ في الحطيم ] و [ أردتُ أن أصلي ما لَقيتُ مكاناً اُصلّي فيه؛ لأنّ كل واحدٍ من مقام إبراهيم وحِجر إسماعيل - عليهما السلام - والمطاف كان ممتلئاً من ماء السيل، فطلعتُ 3المنبر فصليّتُ ركعتي الطواف عليه، ولمّا نزلتُ من المنبر سقطت الكعبة الشريفة تمام العرض الشامي، وطول وجه الكعبة الى الباب تقريباً، وطول ظهرها الىٰ قريب من النّصف تخميناً، وكنتُ آخر طائفٍ بالبيت الشريف، . . . فتعجبتُ وقلتُ في نفسي سبحان اللّٰه هذه إشارة عجيبة من المعصومين عليهم السلام لأن تجديد الأساس كان من سيّد العابدين والزاهدين علي بن الحسين زين العابدين عليهما السلام 4فكان انتهاء قيام جداره بطواف عبدٍ من عبيده زين العابدين بن نور الدين الحسيني والحمد للّٰه.