136الذراع، ويقترب طرفا الجدار من البيت، بحيث يكون مقوّساً، علىٰ شكل نصف دائرة، وتبعد نقطة الوسط لهذا الجدار عن جدار البيت بحوالى خمسة عشر ذراعاً، وقد جُعل جدار وأرض هذا الموضع من نفس رخام البيت وبمقدار خمسة عشر ذراعاً، وهو من الرخام الملوّن والمنقوش. وهذا الموضع يقال له حِجر. ويفرغ الميزاب الماء المتجمع علىٰ سطح البيت في هذا الحِجر. ووُضعت تحت الميزاب لوحة حجرية خضراء، علىٰ شكل محراب؛ ليتساقط ماء الميزاب عليه، ومساحتها بمقدار يستطيع شخص واحد الصلاة عليها.
مقام إبراهيم:
وهو من البيت، يقع في جهة المشرق، ويحمل أثر قدمي إبراهيم عليه السلام، وقد وضع علىٰ حَجر آخر، وجُعل له غطاء خشبي ذو أربعة أطراف يكون بمقدار قامة إنسان، وقد أُنجز بأروع شكل، ويحمل طبولاً فضّية. وهذا الغطاء مربوط من الجانبين إلىٰ أحجار ضخمة بواسطة سلاسل، ووضع عليها قفلان، حتى لا تمسّها يد، والمسافة بين المقام والبيت هي ثلاثون أرشاً.
بئر زمزم:
وهي من الكعبة المشرفة، وتقع في جهة المشرق، في زاوية الحجر الأسود، وتبعد عن البيت ستة وأربعين أرشاً. ووسع فوهة البئر 5/3 * 5/3 ذراع وماؤها مالح، ولكن يمكن شربه، وقد بنوا علىٰ فوهة البئر حُجرة من ألواح الرخام الأبيض، ارتفاعها أرشان، ووضعوا خزانات علىٰ أربع جهات، ليصبّوا فيها الماء، حتىٰ يتوضّأ الناس منها، وقد صُمِّمَت أرضيّة بيت زمزم بشكل مشبّك وهي من الخشب، لجذب الماء المسكوب بسرعة.
وباب هذا البيت (زمزم) متّجه نحو المشرق، ويقابله من جهة المشرق، بيت آخر مربع الشكل، يحوي قبّة، يُعرف بسقاية الحاجّ. وُضعت في داخله جِرار ليستقي منها الحجّاج، وعلىٰ مشرق سقاية الحاج أيضاً يوجد بيت آخر طويل،