12
الحمد للّٰهالذي جعل بيته الحرام بين جبالٍ خَشنةٍ، وأمر عباده بالحجّ به (كذا) ليحيىٰ مَن حيَّ من المطيعين بمناسكهم الحسنة عن بيّنة، ويَهلَكَ من هَلَكَ من المتمردين بعقيدتهم الفاسدة عن بيّنة، وصلّى اللّٰه على سيّدنا محمّد، المبعوث على حين فترة من الرُّسل من الأزمنة، وآله المعصومين الذين مَن تبعهم جعله اللّٰه من أصحاب الميمنة.
أمّا بعدُ: فلمّا كان إدخال السرور على المؤمنين مِن السعادة العُظمى، كما رُويت أحاديث كثيرة في «أصول» الكليني في باب (إدخال السرور على المؤمن) وأنا أروي طرفاً منها:
حدّثني سلطان المحققين والمدقّقين الشيخ محمد أمين الاسترابادي - رحمه اللّٰه - بأسانيده الصحيحة وطرقه المضبوطة في مضانها عن ثقة الإسلام محمد ] بن [ يعقوب الكليني، عن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، ومحمد بن يحيىٰ، عن أحمد بن محمد بن عيسىٰ، جميعاً عن الحسن بن محبوب، عن أبي حمزة الثمالي قال:
«سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: قال رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله: مَنْ سَرَّ مؤمناً فقد سَرّني، ومَنْ سرّني فقد سرّ اللّٰه» 1.
وعن عبيداللّٰه بن الوليد الوصّافي قال: «سمعتُ أبا جعفر عليه السلام يقول: إنّ فيما ناجى اللّٰه به عبده موسىٰ عليه السلام قال: إنّ لي عباداً أبيحهم جنّتي وأحكّمهم فيها.
قال: ياربّ ومَن هؤلاء الذين تبيحهم جنّتك وتُحكّمهم فيها؟
قال: مَن أدخل على مؤمن سروراً.
ثمّ قال: إنّ مؤمناً كان في مملكته جبّارٌ، فولع به فهرب منه الىٰ دار الشرك، فنزل برجلٍ من أهل الشرك، فأظلّه وأرفقه وأضافه. فلما حضره الموت أوحى اللّٰه عز وجل إليه: وعزّتي وجلالي لو كان في جنتي مسكنٌ لأسكنتك فيها، ولكنّها مُحرمة على من مات بي مشركاً، ولكن يانار هيديه ولا تؤذيه، ويؤتى برزقه طرفي النهار.