13قلتُ: مِنَ الجنّة؟
قال: من حيث ما شاء اللّٰه» 1.
وعن محمد بن يحيى، عن محمد بن جمهور، قال: كان النجاشي - وهو رجلٌ من الدهاقين - عاملاً على الأهواز وفارس، فقال بعض أهل عمله لأبي عبداللّٰه عليه السلام: إنّ في ديوان النجاشي عليّ خراجاً، وهو مؤمن يدين بطاعتك، فإن رأيت أن تكتب لي اليه كتاباً.
فقال: فكتب اليه أبو عبداللّٰه عليه السلام:
«بسم اللّٰه الرحمن الرحيم، سرّ أخاك يسرك اللّٰه» .
قال: فلمّا أورد الكتاب عليه وهو في مجلسه، فلمّا خلى ناوله الكتاب فقال له: هذا كتاب أبي عبداللّٰه عليه السلام!
فقبّله ووضعه على عينيه وقال له: ما حاجتك؟
قال: خراجٌ عليّ في ديوانك.
فقال له: وكم هو؟
قال: عشرة آلاف درهم.
فدعا كاتبه وأمره بأدائها عنه، ثمّ أخرجه منها وأمر أن يثبتها له لقابل.
ثمّ قال له: سررتك؟
قال: نعم جُعلتُ فداك.
ثمّ أمر له بمركبٍ وجاريةٍ وغُلامٍ، وأمر له بتخت ثيابٍ، في كلّ ذلك يقول له:
هل سررتك؟
فيقول: نعم جُعلت فداك.
فكلما قال: نعم زاده حتى فرغ، ثم قال له: أحمل فراش هذا البيت الذي كنت جالساً فيه حين دفعتَ اليّ كتاب مولاي الذي ناولتني فيه، وارفع إليَّ حوائجك.
قال: ففعل، وخرج الرّجلُ الىٰ أبي عبداللّٰه عليه السلام، فحدّثه الرجل بالحديث على جهته، فجعل يسرُّ بما فعل.
فقال له الرجل: يابن رسول اللّٰه كأنّه قد سرّك ما فعل بي؟
فقال: إيواللّٰه، لقد سرّ اللّٰهَ ورسولَه» 2.
وإظهار معجزة المعصومين عليهم السلام من المقصد الأقصىٰ، ] ف [ أردتُ أن اُدخل السرور على المؤمنين، وإظهار معجزاتهم التي ظهرت منهم صلوات اللّٰه عليهم سنة ألف وأربعين في تأسيس الكعبة المشرفة - زيدت مهابتها - فكتبتُ هذه الرسالة مشتملة على ثلاثة