112معه، وفيه قال صلى الله عليه و آله: «محرابي على الميزاب» وقع الخلاف بينهم في تلك الصحّة وهذه الدقّة بعدما تعرّض في أزمنة مختلفة للتغييرات كالتهديم والتجديد، فأفقدته الصحّة وسلبت منه الدقّة، التي أضفتها عليه يد المعصوم ووجوده، وبالتالي لا يمكن أن يكون مصلى النبيّ صلى الله عليه و آله ومصلى الإمام المعصوم عليه السلام أمارة تدلّنا على الاتجاه السليم للقبلة بعد أن لامسته يد التهديم والبناء، وهذا ما ذهب إليه بعضٌ كالشيخ المجلسي وتبعه في ذلك الشيخ الأنصاري في كتابه الصلاة 1.
يقول العلّامة في التذكرة بهذا الخصوص: المصلّي بالمدينة يجعل محراب رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله قبلته من غير اجتهاد؛ لعدم الخطإ في حقّه صلى الله عليه و آله.
ويقول الشهيد في الذكرى: لا اجتهاد في محراب رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله في جهة القبلة ولا في التيامن والتياسر فإنّه منزل منزلة الكعبة، وروي أنّه لما أراد نصبه زويت له الأرض فجعله بإزاء الميزاب، ولأنّ النبي صلى الله عليه و آله معصوم لا يتصوّر منه الخطأ، وعند من جوّزه من العامة لا يقرّ عليه، فهو صواب قطعاً، فيستقبله معاينة، وتنصب المحاريب هناك عليه، وفي معنى المدينة كل موضع تواتر أن النبي صلى الله عليه و آله صلّى فيه إلى جهة معيّنة مضبوطة الآن، وكذا لا اجتهاد في المسجد الأعظم بالكوفة في التيامن والتياسر، مثل ما قلناه في مسجد النبي صلى الله عليه و آله لوجوب عصمة الإمام كالنبي صلى الله عليه و آله وقد نصبه أمير المؤمنين وصلّى إليه هو والحسن والحسين عليهم السلام.
وأمّا محراب مسجد البصرة فنصبه عقبة بن غزوان فهو كسائر محاريب الإسلام، وربّما قيل بمساواته مسجد الكوفة؛ لأنّ أمير المؤمنين عليه السلام صلّى فيه وجمع من الصحابة، فكما لا اجتهاد في مسجد الكوفة فكذا في مسجد البصرة، وأمّا مسجد المدائن فصلّى فيه الحسن عليه السلام فإن كان المحراب مضبوطاً فكذلك، وبمشهد سر من رأى مسجد منسوب إلى الهادي عليه السلام فلا اجتهاد في قبلته أيضاً إن كانت مضبوطة.
ولو تخيّل الماهر في أدلّة القبلة تيامناً وتياسراً في محراب رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله