113ومحراب أمير المؤمنين عليه السلام فخياله باطل لا يجوز له ولا لغيره العمل به 1.
وأمّا السمهودي وهو من العامّة فيقول: والذي ذكره أصحابنا أنّه لا يجتهد في محراب النبيّ صلى الله عليه و آله لأنّه صواب قطعاً إذ لا يقرّ على خطإ، فلا مجال للاجتهاد فيه حتى لا يجتهد في اليمنة واليسرة بخلاف محاريب المسلمين، سيما وقد تقدّم أنّه وضعه وجبرئيل يؤم به البيت، والمراد بمحرابه صلى الله عليه و آله مكان مصلّاه، فإنّه لم يكن في زمنه صلى الله عليه و آله محراب 2.
وقد ذكر الجزيري: ومن كان بمدينة النبي صلى الله عليه و آله، فإنّه يجب عليه أن يتّجه إلى نفس محراب المسجد النبوي، وذلك لأنّ استقبال عين محراب مسجد النبي صلى الله عليه و آله هو استقبالٌ لعين الكعبة؛ لأنّه وضع بالوحي، فكان مسامتاً لعين الكعبة بدون انحراف 3.
أمّا ما ذهب إليه العلّامة المجلسي: وما ذكره أصحابنا من أن محراب مسجد الكوفة محراب المعصوم لا يجوز الانحراف عنه إنّما يثبت إذا علم أن الإمام بناه - ومعلوم أنّه لم يبنه - أو صلّى فيه من غير انحراف عنه وهو أيضاً غير ثابت، بل ظهر من بعض ما سنح لنا من الآثار القديمة عند تعمير المسجد في زماننا ما يدل على خلافه. . مع أن الظاهر من بعض الأخبار أن هذا البناء غير البناء الذي كان في زمن أمير المؤمنين عليه السلام بل ظهر لي من بعض الأخبار والقرائن أن محراب مسجد النبي صلى الله عليه و آله بالمدينة أيضاً قد غيّر عمّا كان في زمانه؛ لأنّه على ما شاهدنا في هذا الزمان موافق لخط نصف النهار وهو مخالف للقواعد الرياضية من انحراف قبلة المدينة إلى اليسار قريباً من ثلاثين درجة ومخالف لما رواه الخاصّة والعامّة من أنّه صلى الله عليه و آله زويت له الأرض ورأى الكعبة فجعله بإزاء الميزاب 4.
فإنّ من وقف بحذاء الميزاب يصير القطب الشمالي محاذياً لمنكبه الأيسر، ومخالف لبناء بيت رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله الذي دفن فيه. مع أن الظاهر أن بناء البيت كان موافقاً لبناء المسجد وبناء البيت أوفق بالقواعد من المحراب، وأيضاً مخالف لمسجد قبا ومسجد الشجرة وغيرهما من المساجد التي بناها النبيّ صلى الله عليه و آله أو صلّى فيها. ولذا