111بأنه من البيت وإلّا فباطلة؛ لأنه عدول عن اليقين الى الظن، والذمة بها مشتغلة، وأنىٰ يحصل القطع بأن الحجر من البيت، وقد ذهب جمٌ غفير من الفريقين الىٰ أنّه ليس منه، وقد دلت أيضاً نصوص أهل البيت عليهم السلام علىٰ أنّه ليس منه حتىٰ بمقدار قلامة ظفر؟ ! ثم ذكر بعض تلك الروايات ثم ذكر أخيراً ما ذكره العلامة بحر العلوم في الدّرة:
وما من البيت مكان الحجر
انتهىٰ 1.
إذن فالذي يذهب الى أن الحجر من البيت حقيقة جوّز الصلاة اليه وبالتالي توسعة مساحة القبلة عيناً أو بنية وحتى جهة، أما الذي ذهب - وهو المشهور - الى أن الحجر من البيت حكماً لا حقيقةً فلم يتخذ منه قبلة.
أما عند المذاهب الأخرىٰ غير الحنابلة فإن الحجر ليس من الكعبة ولا الشاذروان، فمن كان بمكة واستقبل الحجر أو الشاذروان فإن صلاته لا تصح، وقد خالف ذلك الحنابلة حيث قالوا: إن الشاذروان وستة أذرع من الحجر وبعض ذراع فوق ذلك من الكعبة، فمن استقبل شيئاً من ذلك صحت صلاته 2.
مصلّى المعصوم:
من الوسائل التي يستطيع البعيد الاستعانة بها على تعيين القبلة أو جهتها مصلّى النبيّ صلى الله عليه و آله والأئمّة الأطهار عليهم السلام في البقاع التي تشرّفت بهم، وهو محلّ اتفاق الفقهاء، إلّاأنّ الخلاف وقع بين بعض علماء الإمامية؛ فبعد أن اتفقت كلمتهم على أن مصلّى النبيّ صلى الله عليه و آله لا يمكن الشك في كونه وضع في الاتجاه الصحيح والدقيق للقبلة، وأنّه على الكعبة وبمنزلتها بالضبط؛ لأنّه وضع بيد معصوم وكان جبريل