102الواضح أن الصف بالكامل يبدو لك وأنت تستقبله من بعد - حيال وجهك - نتيجة تضائِله بسبب البصر، فإن تضائلَه يجعله يبدو أصغر حجماً، فكأنه لا يزيد عن مقدار وجه من يستقبله، وهذا يعني أن الاستقبال العرفي يتأثر بالقرب والبعد، فما تستقبله عن بعد أوسع كثيراً مما تستقبله عن قرب، وكلما بعدت الجهة التي تريد أن تستقبلها فأنت تستقبل منها مساحة أوسع.
وعلى هذا الأساس اذا وقفت عن قرب أمام الشخص الرابع في الصف المكون من سبعة فأنت مستقبل له خاصة، فإذا رجعت الى الخلف مسافة كبيرة في خط مستقيم وجدت نفسك مستقبلاً للسبعة جميعاً، أي أن منطقة الاستقبال التي كانت مقصورة على الشخص الرابع اتسعت من الجانبين فشملت الصف كلّه. ويمكننا أن نؤكد بهذا الصدد أن اتساع منطقة الاستقبال من كلّ من الجانبين لا تقل عن خمس المسافة بينك وبين المنطقة التي تريد أن تستقبلها، فإذا كنتَ تبعد عن مكة ألف كيلومتر - وكان الصف المكون من سبعة وسط مكة مثلاً فأنت تستقبل على بعد ألف كيلومتر الصف المكون سبعة مضافاً إليه مساحة تمتد من كلّ من الجانبين مائتي كيلومتر، فيكون مجموع منطقة الاستقبال العرفي على هذا البعد أربعمائة كيلومتر، فإذا كانت الكعبة الشريفة واقعة ضمن هذه المنطقة والمساحة اعتبر ذلك استقبالاً عرفياً لها، ولو لم يمكن ايصال خط مستقيم من الناحية الهندسية بينك وبينها على النحو المتقدم، وهذه المساحة هي التي نطلق عليها اسم الجهة حين نقول: يجب على البعيد في صلاته أن يستقبل جهة الكعبة.
قال السيد السند في المدارك: ثم إن المستفاد من الأدلة الشرعية سهولة الخطب في أمر القبلة والاكتفاء في التوجه الى ما يصدق عليه عرفاً أنه جهة المسجد وناحيته. .
كما أن البلاغي في آلاء الرحمن يقول: . . ولا مانع من أن تسمى الكعبة مسجداً باعتبار أنها يسجد إليها. أو يقال: إن الآية نزلت في السنة الثانية من