101يقطع بعدم خروجها عن مجموعه، وهذا يختلف سعةً وضيقاً باختلاف البعد 1.
وفي المقصود من الجهة وفي التفريق بين الاستقبال الهندسي الدقيّ والاستقبال العرفي، حيث إنّ الأول يتأثر بالبعد والقرب دون الثاني الذي لا يتأثر بذلك يقول السيد الشهيد الصدر رحمه الله: نفترض أن عدداً من الناس سبعة مثلاً وقفوا على خط مستقيم فتشكل صفٌ طويل، فإذا وقفت أمامهم قريباً منهم ووجهك نحوهم، فهل تكون مستقبلاً ومقابلاً للصف بالكامل، أو للفرد الذي وقفت أمامه مباشرةً؟ من الواضح أن الثاني هو الصحيح. أما من وجهة النظر الهندسية فلأنك لو مدّدت خطّين مستقيمين متقاطعين أحدهما بين يمينك وشمالك والثاني يقطع ذلك الخط على نحو يشكل زاويتين قائمتين - فيكون الخطّان متقاطعين متعامدين - لو وضعت ذلك وامتد الخط الثاني من أمامك لالتقى بواحد معين في ذلك الصف فقط، وهذا هو المقياس في الاستقبال الهندسي.
وأما من وجهة النظر العرفية فواضح أيضاً لدى كلّ إنسان اعتيادي بحكم نظرته الساذجة وفهمه الفطري أنك إذا وقفت أمام الصف في الوسط فأنت تستقبل الشخص الرابع من السبعة فقط دون الأول والأخير.
ولنفرض أن الصف كان في أرض منبسطة كالصحراء، وأنك ابتعدت عنه متقهقراً الى الخلف آلاف الأمتار ثم أردت أن تستقبل بوجهك أولئك المصطفين، ففي هذه الحالة اذا استعملنا المقياس الهندسي نرى أنك أيضاً لا تستقبل إلّاواحداً من السبعة المصطفين فقط، لو رسمنا خطاً مستقيماً من موضعك على ما تقدم لالتقى في امتداده بواحد منهم فقط، وهذا يعني أن الاستقبال الهندسي لا يختلف فيه القرب والبعد.
وأما اذا لاحظنا الموقف من الوجهة العرفية وبالنظرة الفطرية للإنسان الاعتيادي نجد أنك في هذه الحالة تستقبل السبعة جميعاً بوجهك؛ لأن الاستقبال كما يفهمه الإنسان الاعتيادي هو كون الشيء يبدو حيال وجهك وفي مقابله، ومن