12كتابالله، 1وأنتم تسألون عنّي فما أنتم قائلون؟ قالوا: نشهد أنّك قد بلّغت وأدّيت ونصحت، فقال بإصبعه السّبّابة يرفعها إلى السّماء وينكتها إلى النّاس: اللهمّ اشهد، اللهمّ اشهد، ثلاث مرّات» .
ثمّ أذّن، ثمّ أقام فصلّى الظُّهر، ثمّ أقام فصلّى العصر، ولميُصلّ بينهما شيئاً ثمّ ركب رسولالله (ص) حتّى أتى الموقف، فجعل بطن ناقته القصواء إلى الصَّخرات، وجعل حبل المشاة بين يديه واستقبل القبلة، فلميزل واقفاً حتّى غربت الشَّمس وذهبت الصُّفرة قليلاً حتّى غاب القُرص وأردف أسامة خلفه، ودفع رسولالله (ص) وقد شنق للقصواء الزِّمام حتّى أنّ رأسها ليُصيب مورك رَحله ويقول بيده اليمنى: «أيّها النّاس السَّكينة السَّكينة» كلّما أتى حبلاً من الحبال أرخى لها قليلاً حتّى تصعد، حتّى أتى المزدلفة فصلّى بها المغرب والعشاء بأذان واحد وإقامتين ولميسبّح بينهما شيئاً، ثمّ اضطجعَ رسولالله (ص) حتّى طلع الفجر، وصلّى الفجر حين تبيّن له الصّبح بأذان وإقامة، ثمّ ركب القصواء حتّى أتىالمشعر الحرام فاستقبل القبلة فدعاه وكبّره وهلّله ووحّده، فلميزل واقفاً حتّى أسفر جِدّاً فدفع قبل أن تطلع الشَّمس.