11قدم به عليٌّ من اليمن والّذي أتى به النّبيّ (ص) مائة؛ قال: فحلّ الناس كلّهم وقصّروا، إلاّ النبيّ (ص) ومن كان معه هدي.
فلمّا كان يوم التروية توجَّهوا إلى منى، فأهلّوا بالحجّ وركب رسولالله (ص) فصلّى بها الظُّهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، ثمّ مكث قليلاً حتّى طلعت الشمس، وأمر بقُبّة من شعر تُضرب له بنمرة، فسار رسولالله (ص) ولاتشكّ قريش إلاّ أنّه واقف عند المشعرالحرام كما كانت قريش تصنع في الجاهلية، فأجاز رسولالله (ص) حتّى أتى عرفة، فوجد القبّة قد ضربت له بنمرة، فنزل بها حتّى إذا زاغت الشَّمس أمر بالقصواء فرحلت له، فأتى بطن الوادي فخطب الناس.
وقال: «إنّ دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا، في بلدكم هذا، ألا كلُّ شيءٍ من أمر الجاهلية تحت قدميّ موضوع، ودِماء الجاهلية موضوعة، وإنّ أوّل دم أضع من دمائنا دم ابن ربيعة بن الحارث - كان مسترضعاً في بني سعد فقتلته هذيل - وربا الجاهلية موضوع، وأوّل رِباً أضع ربانا ربا عبّاس بن عبدالمطّلب، فإنّه موضوع كلّه، فاتّقواالله في النِّساء فإنّكم أخذتموهنّ بأمان الله واستحللتم فروجهنّ بكلمةالله، ولكم عليهنّ أن لايوطِئْنَ فرشكم أحداً تكرهونه، فإن فعلن ذلك فاضربوهنّ ضرباً غير مبرّح، ولهنّ عليكم رزقهنّ وكسوتهنّ