60أصرّ على الصغيرة يخل بعدالته، وإذا فعل بعض المباحات أيضاً يخل هذا بعدالته.
وأنا لا أقول هذه هي العصمة المصطلحة عندنا، ولكن هذه درجة من درجات العصمة، وإن كانت دائرة ضيقة. وكيف يكون عادلاً من كان باغياً وخارجاً على إمام زمانه؟ !
شيء غريب هذا المنطق، يخرج على الخليفة المبايع له، وهو علي بن أبي طالب ويحاربه، ورسولالله (ص) يعبّر عنه بالفئة الباغية، ومع ذلك يقولون إنه يجتنب الكبائر والمباحات؛ كيف يكون هذا؟
التعريف الثاني:
وهو تعريف الباقلاني، يقول: العدالة المطلوبة في صفة الشاهد والمخبر هي العدالة الراجعة إلى استقامة دينه، وسلامة مذهبه، وسلامته من الفسق، وما يجري مجراه؛ مما اتفق - يعني بين أهل العلم - على أنه مبطل للعدالة من أفعال الجوارح والقلوب المنهي عنها.
عجيب، فليس فقط أفعال الجوارح، بل أفعال الجوانح؛ الأفعال القلبية، أي بعض الذمائم، أو بعض الأمور المذمومة أخلاقياً أيضاً، لو ارتكبها فهي تؤدي إلى سقوط عدالته.
إذن هذه هي العدالة التي يقولونها في الصحابة، ويتصفون بها بمجرد رؤيتهم لرسولالله (ص) . وأيضاً يحظون بالترضي عليهم، فالترضي يشمل عندهم لا المنافقين فقط، بل يشمل كل من ارتكب ذنباً وإثماً، وشرب خمراً، وأقيم عليه الحد في زمن رسولالله (ص) أو بعده، ويشمل كل من لعنهم