57ثم يقول: «وقال تعالى: إنَّ الَّذيِنَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنيَ اُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ . 1فثبت أنّ الجميع من أهل الجنة، وأنه لا يدخل أحد منهم النار. . .» .
من هؤلاء؟ هم الصحابة. فالصحابي لايدخل النار، وبعد ذلك يخرج منها مثلاً بشفاعة، ولا أنّ مآله إلى الجنة، بل أساساً لا يصل إلى النار، ويدخل الجنة؛ لأنّ رؤية رسولالله (ص) عصمته من النار، هذا منطق مدرسة الصحابة. وكل ما أريده قليل من التدبر في هذه النظرية؛ ليحكم القارئ هل رؤية رسولالله (ص) بما هي رؤية تعصم الإنسان من كل خطأ، وتضمن له الجنة؟ !
وقد يقول قائل منهم: إننا لا نقول بعصمة الصحابة، نقول: نعم، ولكنكم تقولون بعدالتهم، أي أنهم لا يفعلون فعلاً بعمد، نعم قد يصدر منهم فعل خطأً، ولكنه في درجة من الدرجات أعطيتم لهم العاصمية والعصمة، أنهم لا يكذبون، لا يقتلون، لا يزنون، لا يشربون الخمر، لايسبون، لا يلعنون، إلى غير ذلك عمداً، وهذه درجة من درجات العاصمية، بل أكثر من ذلك، أنّ الجميع من أهل الجنة، وأنه لا يدخل أحد منهم النار؛ لأنهم المخاطبون كما قلتم: «فثبت بالآية السابقة: إنَّ الَّذيِنَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنيَ اُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ .
مع أنّ هذه الآية والتي سبقتها لاعلاقة لها بالصحابة، لا من قريب ولا من بعيد، وإذا كانت تشمل، فهي تشمل جماعة معينين من الصحابة، قبل الفتح وبعد الفتح، فالآيات ليست بصدد بيان عنوان الصحابة بالمعنى الذي أشار إليه أعلام مدرسة الصحابة.