54مشهور عندهم وعبارتهم واضحة في هذا الخصوص: «اتفق أهل السنّة على أن الجميع عدول، ولم يخالف في ذلك إلا شذوذ من المبتدعة» .
إذن بمجرد أن تسأل عن عدالة صحابي، فأنت من المبتدعة، ومن شذوذ المبتدعة، ثم يستدل بكلام الخطيب في الكفاية يقول: «وقد ذكر الخطيب في الكفاية فصلاً نفيساً في ذلك، فقال: عدالة الصحابة ثابتة معلومة بتعديلالله لهم وإخباره عن طهارتهم» .
فليسوا فقط هم عدول وإنما مطهرون. واستدلالات الخطيب في الكفاية هي:
قوله تعالى: كُنْتُمْ خَيْرَ اُمَّةٍ اُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ .
عجيب، وهل هناك ترادف بين الأمة والصحابة؟ ! أنا لا أعلم من أين جاء هذا التفسير المعوج والسقيم؛ أنّ الأمة المذكورة في الآية تعني الصحابة. الآية تتكلم عن أمة محمد (ص) فلماذا تقولون: إنّ المراد بها صحابة رسولالله (ص) ؟ وهل انتهت الأمة وتوقفت عند ذلك العصر، وعند الصحابة؟ فعنوان الأمة أعمّ من الصحابة.
قوله تعالى: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ اُمَّةً وَسَطًا .
طبيعي اُمَّةً وَسَطًا إن شاء الله تعالى، ولكن ما علاقتها بالصحابة؟
لقد ذكرت بشكل واضح وصريح، وأعيد أني أتحدى كل مدرسة الصحابة أن يأتوا بآية من القرآن الكريم تتكلم عن الصحابة بالمعنى المصطلح عليه في كلمات علمائهم، نعم وردت الصحبة بالمعنى اللغوي، أما الصحبة بمعنى صحابة رسولالله (ص) فلم ترد.
وقد يقول قائل: إذن ماذا تقول في المهاجرين؟