49لرسولالله (ص) وهو قول شيوخ المعتزلة، ومن قال: هو من أكثر مجالسته. . . ومنهم من قال كابن الصلاح حكاية عن أبي المظفر السمعاني أنه قال: «أصحاب الحديث يطلقون اسم الصحابة على كل من روى عنه حديثاً أو كلمة، ويتوسعون حتى يعدّ من رآه رؤية من الصحابة. . .» . أي بمجرد أن يراه يكون من الصحابة. 1
هذا وإني لم استقرئ جميع علماء المسلمين حتى أرى من يقبل القول الأول أو الثاني، أو الضابط الأول أو الثاني. المهم هاتان نظريتان في ضابط معرفة الصحابي، ولا يختلفان إلا في السعة والضيق، فالضابط الأول أوسع من الضابط الثاني. . ولكن ما نسمعه وما نشاهده أنهم يأخذون بالأول، والذي هو رأي جملة من المحققين، وخصوصاً في مدرسة السلفية الحديثة وبالذات عند الشيخ ابن تيمية، ولعلّ له رأي آخر، ولكن السلفية الحديثة تؤمن بهذا الاتجاه الذي أشرنا إليه.
وأنا عندما أقول: السلفية الحديثة تؤمن بهذا الاتجاه، لا يأتي قائل ويقول: إنّ فلاناً لايقول بهذا القول. . ، فأنا أتكلم بشكل عام، وأتكلم عن الأعلام، أتكلم عن المدرسة لا عن الأفراد.
طبقاتهم أو مراتبهم:
أما مراتبهم، فنجدها في كتاب معرفة علوم الحديث للحاكم النيسابوري - وللعلم أن هناك اختلافاً في طبقات الصحابة - يذكرأنّ
أولهم: قوم أسلموا بمكة، كالخلفاء الراشدين.
الطبقة الثانية: أصحاب دارالندوة.