44عاشراً: رأيه في علي ومعاوية، بعد أن يقول:
«إن أصحاب علي أدنى الطائفتين إلى الحق» .
1
مراده أقرب الطائفتين، فالمعركة بين علي ومعاوية، كان علي فيها أقرب للحق ومعاوية أبعد. أي أن معاوية على حق أيضاً، وهذا هو مذهب أهل السنّة والجماعة، فالقضية ليست قضية رأي ابن كثير، أن علياً هو المصيب، وإن كان معاوية مجتهداً، وهو مأجور إن شاء الله، ولكنْ عليٌّ هو الإمام فله أجران، كما ثبت في صحيح البخاري من حديث عمرو بن العاص أنّ رسولالله (ص) قال:
«إذا اجتهد الحاكم فأصاب، فله أجران، وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر واحد» .
فلماذا لا تقولون لمن خرج على أبي بكر: إنه اجتهد أيضاً، وقد كان بعضهم من الصحابة، وبالتالي فهو صحابي اجتهد فأخطأ؟ لماذا صار كافراً؟ لماذا صار مرتداً؟ أما معاوية في موقفه ضد عليٍّ، فقد أصبح مجتهداً وله أجر!
أقول قولي هذا للمنصفين، لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، وإلا الذين على آذانهم وقرٌ، هذا الكلام لا ينفع معهم، أولئك الذين لهم قلوب لا يفقهون بها، أولئك في الواقع كالأنعام بل هم أضل، أولئك الذين على قلوبهم غطاء وعلى سمعهم ختم، وعلى أبصارهم غشاوة، أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون.
ثم لماذا عندما تأتون باسم معاوية، تقولون: أميرالمؤمنين معاوية بن أبي سفيان (رضي الله عنه) ولكن لم أسمع أحداً منكم عندما يأتي إلى الخليفة علي بن أبي طالب يقول: أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب؟ ما الذي في قلوبكم على علي ين أبي طالب؟ أين المشكلة؟ لماذا عندما