36يميزون بين سنّة الصحابي وبين مذهب الصحابي:
مرادهم من سنّة الصحابي؛ ما ينقله عن الرسول (ص) .
أما مرادهم من مذهب الصحابي؛ فهو ما يجتهده الصحابي ويقوله من غير أن يسند كلامه إلى الرسول الأعظم (ص) . وقد ذهب بعضهم إلى حجية سنّة الصحابي، بل ذهبوا حتى إلى حجية مذهب الصحابي، وهذا يكشف عن أنهم تعاملوا معهم من الناحية العملية والواقعية تعامل العصمة، وإن كانوا من الناحية النظرية يقولون: إنهم لا يعتقدون بعصمة أي صحابي حتى لو كان هذا الصحابي علياً أميرالمؤمنين (عليه أفضل الصلاة والسلام) .
أما حديث «أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم»
فهم - وللصدق والإنصاف - يعتبرونه من الضعاف ولايعتمدونه. . . وياليت أنهم يتحلّون بالصدق والإنصاف والتثبت عندما ينقلون عن مدرسة أهلالبيت (عليهم السلام) ، وليعرفوا أن كثيراً مما ينقلونه عن هذه المدرسة لا أساس له.
إذن فأهمية البحث تكمن في هذا الركن الأساسي في مدرسة الصحابة، وهو المرجعية الأساسية لفهم الدين، فإذا استطعنا أن نتبين عدم صحة هذه النظرية، فالبعد النظري في هذه المدرسة وهو المرجعية الأساسية لفهم الدين سينهار، وبانهيار هذه النظرية تنهار كل مدرسة الصحابة؛ لأنّ فهمهم للدين قائم على أساس نظرية عدالة الصحابة جميعاً، فتفسير القرآن والسنّة والحلال والحرام، وكل الأمور عقدية كانت أو إيمانية أو تشريعية، لابد أن تؤخذ من الكتاب والسنّة، وطريقهم إلى الكتاب والسنّة