35وغيرها، تعني نظرية عدالة الصحابة أنهم جميعاً عدول من غير أن يستثنى منهم أحد.
اما أهمية هذا البحث، فإنها تتأتى من أنّ هذه النظرية وهي عدالة الصحابة، تمثل المرجعية الأساسية في مدرسة الصحابة لفهم دين الله، سواء كان على مستوى القرآن، أو على مستوى السنّة النبوية، ففهمهم للقرآن الكريم يمرّ من خلال فهم الصحابة، ومعرفتهم للسنة هو الآخر يمرّ من خلال الصحابة، فهي تشكل عمقاً وركناً أساسياً في هذه المدرسة.
فمن باب التنظير والتشبيه، وحتى اُقرب هذه المسألة إلى ذهن القارئ، أنّ نظرية عدالة الصحابة في مدرسة الصحابة بمختلف اتجاهاتها؛ بُعدُها أثرُها، أهميتُها، ركنيتُها، كنظرية الإمامة في مدرسة أهلالبيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) كيف نحن نعتقد بأنّ فهم القرآن وفهم السنّة، وبالتالي فهم الدين بشكل عام، لا يكون إلاّ من خلال الأئمة المعصومين الذين نعتقد بعصمتهم. فالصحابة عندهم بدل الأئمة المعصومين عندنا. ولا أقول: إنهم أعطوا العصمة لهم؛ لأنهم يصرحون أنهم لا يقولون بعصمتهم. نعم، قالوا بعدالتهم، والعدالة هي أنزل من العصمة بمراتب.
فهم من الناحية النظرية، يصرحون أنّ جميع الصحابة عدول، ولكنه أيضاً يعتقدون بأنهم قد يخطئون، قد يشتبهون، قد ينسون، إلى غير ذلك. وهذا هو الفارق الأساسي بين ما نحن نعتقده في أئمة أهلالبيت وبين ما يعتقدونه في الصحابة، ولكنهم من الناحية الواقعية والعملية تعاملوا مع الصحابة تعامل العصمة، تعامل المعصوم؛ ولذا وجدت عندهم نظرية تسمى بمذهب الصحابي، فمن الناحية الأصولية أهل الاختصاص عندهم