26ولعلّ هذا يعدّ الدليل الأول على أن الدين لا يمكن أن يؤخذ كاملاً إلا ببركة السنّة النبوية، وأنه لا يصحّ فصل السنّة عن القرآن الكريم.
وبما أن السنّة وقع فيها وضع، وفيها روايات ضعيفة، وروايات موضوعة، وهناك اختلافات في النصوص الواردة؛ إذن لابدّ أن نجعل المحورية للقرآن، ولكن من غير أن ننسى دور السنّة، وأثر السنّة النبوية في استكشاف المنظومة المعارفية للقرآن.
أما الأدلة على ذلك، فيمكن أن نشير إلى دليلين أساسيين:
الدليل الأول:
وهي الآيات القرآنية، وأمرُّ عليها مروراً سريعاً:
1. قوله تعالى: . . . وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا. . . . 1
كل ما وردكم عن رسولالله (ص) فَخُذُوهُ وهذا أمرٌ، وكل ما نهاكم عنه رسولالله (ص) فَانْتَهُوا وهذا نهيٌ، ولو سأل سائل: لماذا أن كل ما جاءنا سواء كان لفظاً أو تقريراً أو فعلاً لرسولالله (ص) نأخذه. . . ؟
لأن ذلك كله يصدق عليه أنه (السنّة) ، ولأنّه صريح القرآن الكريم: وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَي إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَي . 2
ولا أريد أن أدخل في بحث هذه الآية، هل تختص بأقوال رسولالله أم تشمل فعله وتقريره أيضاً؟ هذا حديث آخر مرتبط بعصمة النبي الأكرم (ص) وأدلتها. وهو موكول إلى محله.
2. قوله تعالى: قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ . 3
اتبعوني في كل ما يصدر عني من قول وفعل وتقرير؛ وهذه الآية من